الشعب و كامل و صراع العقل و الوطن

0 4

إن الإنسان لا يستطيع أن يقدم أفكارا وأراء تنويرية تساعد على الخروج من الأزمة، ومواجهة التحديات.

إلا إذا استطاع أن يتحرر من كل الرواثب السياسية التي قادت إلى الفشل في مراحل تاريخية، وتعامل معها.

والقضايا المحورية المطروحة في الساحة السياسية بعقل مفتوح، بعيدا، عن مؤثرات المصالح الذاتية والحزبية والشللية وغيرها من منقصات النظرة الوطنية العامة.

تحديات الحرب

إن الحرب الدائرة الآن هي تشكل أكبر التحديات للعقل السوداني بكلياته.

عندما تم إعلان تعيين كامل إدريس رئيسا للوزراء، أعتقدت أن الكل سوف ينتظر أن يقدم رئيس الوزراء مشروعه،

والأجندة التي يحتويها وسلم أولوياته.. ثم تبدأ مرحلة النقد للمشروع وأجندته.. ولكن بدأ البعض مباشرة في النيل من شخصية الرجل.

وهي خصلة سيئة في المجتمع السوداني “الحسد” والبعض الأخر يتحدث عن عدم شرعية الجهة التي عينته.

وهؤلاء لأنهم فقدوا الأمل في أن يكونوا جزءا من شاغلي الحقائب الدستورية في الفترة الانتقالية.

كانوا يأملون أن يكونوا جزءا منها.. وهؤلاء الذين بادروا بذلك جعلوا مدينة بورسودان مزارا لهم شهورا.

ويعتقد البعض ألأخر أنهم فقدوا مشروع الثورة التي يبشرون بها بعد وقف الحرب.

فالمصالح الحزبية والشخصية عطلت العقول وجعلتها لا تستطيع التفكير أبعد من موطيء القدم .

التعيين بفرض أسئلة:

ما هو السبب المباشر لتعيين رئيس وزراء؟ هل الهدف هو قطع مرحلة لإعادة الشرعية من الاتحاد الأفريقي بألعودة للحكم المدني؟.

أم هي قناعة بضرورة الحكم المدني؟ وبالتالي أن رئيس الوزراء ليس بهدف قطع مرحلة، أنما مشروع متكامل لفهم جديد للدولة. 

وانفصال السلطات، وبداية للفترة الانتقالية رغم أن الحرب لم تنته بعد.

أن الإجابة هي التي تقود إلعقل إلى جوهر القضية التي يجب أن تقدم فيها الأراء والتصورات المطلوبة.

أنا لا اعرف رئيس الوزراء إلا من خلال تقديمهCV” أختصارا إلى ” Curriculum Vitae” أو  “Professional Profile عندما رشح نفسه لرئاسة الجمهورية.

والآن تبرع العديد بتقديمها مرة أخرى، كل يحاول أن يقدمها بالطريقة التي تعكس موقفه من الشخصية.

 لا تهمنا كثرة الشهادات وأماكن العمل بقدر ما يهمنا الانجاز واحترام القانون.

أجندة كامل ادريس

قال رئيس الوزراء كامل أدريس في أول تصريح له إن أجندته تحتوي على ” معيشة الناس والخدمات.

التي تشمل الصحة والتعليم والكهرباء والماء وإعادة التعمير للبنية التحتية للدولة.

والتعيين لا يتم إلا من خلال فحص دقيق للمعايير المطلوبة للوظيفة ودون أية محاصصات). وننتظر لنتأكد ما بين القول والفعل.

إن رئيس الوزراء يجب أن يقدم مشروعا مفصلا، ليس فقط لمجلس السيادة، أنما ينشر في كل أجهزة الإعلام.

صلاحيات رئيس الوزراء

لكي يطلع عليه الشعب.. وعلى ضوء هذا المشروع تتم المتابعة، والمحاسبة عليه.. لذلك يجب أن يعطى كل الصلاحيات.

التي تجعله ينجز المشروع.. ولابد من امراقبة، ويجب أن يكون رئيس الوزراء حريصا عليها قبل الآخرين.

أن يكون هناك صحافة وإعلاما مسؤولا قادر على المتابعة والنقد المطلوب.. والذي يهدف لتوضيح أماكن الخلل والأخطاء والتجاوزات وعدم الشفافية.

أي محاولة لتكميم ومحاصرة الإعلام والتدخل في شؤونه تعتبر محاولة للتهرب من المسؤولية الوطنية.

وفي نفس الوقت الإبتعاد عن الشفافية والنزاهة..

التحديات السياسية

هناك بدأت قاعدة ثقافية سياسية تتشكل بالقول ” أي رئيس وزراء أو وزير يجب أن يكون عمل في الأمم المتحدة.

ويمتلك العديد من الشهادات الأكاديمية” من اين جاءت هذه الثقافة بأنها معيار لحاملي الحقائب الدستورية ممكن الاستفادة منهم في مجال تخصصهم.

لكن رئيس وزراء وزير هؤلاء لابد أن يكون لهم ثلاثة معايير مطلوبة ” الفهم الجيد للعمل السياسي وإجادة العمل الإداري.

والنزاهة والشفافية” لآن مهمة رئيس الوزراء أو الوزير هو تحريك كل الأدوات التي في يده لكي تنجز ما عليها.

 وإزالة كل المعوقات التي تقف في وجه الانجاز، والسعي لإجازة التشريعات المطلوبة.

القضية المهمة:

لماذا يهمل الشباب في الاختيارات.. رغم أن عملية البناء والنهضة تتطلب الحركة الفاعلة، وليست التوجيهات وحدها، المطلوبة.

وكان المتوقع تبحث عن المعايير المطلوبة وسط الشباب، ومن داخل السودان.. صحيح أن هناك سودانيين اكتسبوا خبرات في الخارج.

وأيضا هناك سودانيين لهم خبرات واسعة داخل السودان، وأكثر دراية بظروف البلاد والحاجيات المطلوبة.

وأيضا لديهم معرفة بالخبرات الداخلية وكيفية تحريكها لكي تصبح أدوات منتجة كل في حقل معرفته.

وهناك العديد من الدول التي كانت تعاني من إشكاليات عدم التنمية والفقر، وعدم الاستفادة من ثروات بلادها.

استطاعت أن تنهض بقيادات جديدة لم تعمل في الأمم المتحدة، ولم تخرج خارج حدود بلادها. 

واستطاعت أن تحرك كل الطاقة في بلادها وترفعها إلى سلم الحضارة… مثالا لولا دا سيلفا لم يتخرج من الجامعة. 

ولا عمل في منظمات عالمية فقط نقابي، وهو مؤسس نهضة البرازيل.. بول كاغامي رئيس رواندا استلم السلطة 2003 بعد حرب الإبادة.

وهو عسكري سياسي قاد بلاده لتصبح من أعلى معدلات النمو في افريقيا، ولم يدرس خارج بلاده ولم يعمل في الأمم المتحدة.

احترام القوانين

 وكذلك مهاتير محمد طبيب وطني قادة بلاده من خلال احتراما للقوانين والشفافية والنزاهة.

 وفي الصين نجد المهندس جيانغ زيمين هو مؤسس اقتصاد السوق الاشتراكي ” الاقتصاد الحر”.

الذي جعل الصين الدولة الأولى في العالم من حيث النمو الاقتصادي، ليس له علاقة بالمنظمات العالمية.

والدراسة في الخارج.. أخرجونا من دائر هذه الثقافية السالبة التي جاءت بها الأمارات. وكوريا الجنوبية صعدت اقتصاديا بفضل قيادات عسكرية.

يجب اتخاذ تعيين رئيس للوزراء خطوة أولى لعملية الدولة الجديدة، وتبني عليها خطوات أخرى.

أي سياسة المراحل، اتركونا من ثقافة الضد في كل شيء” هي ثقافة يسارية هجرتها كل الشعوب التي تبنتها في العالم.

حتى الصين التي ماتزال شيوعية هربت منها من خلال تبنيها ثقافة ” الاقتصاد الحر” الرجاء زرعوا العنب وقصب السكر حتى تجنوا السكر.

لا تورثوا الأجيال ثقافة “يسار منهار” تحصدوا الحروب والندامة.. نسأل الله حسن البصيرة.

بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن

رصد: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق