السياسي و أوهامه الهروب من الحقائق

0 3

إن التفكير عندما يتجاوز حقائق الواقع يبقى ضربا من العبث، ومشكلة السياسي السوداني يتعلق بأوهامه ويرسم لنفسه عالم من الخيال في بنية تفكيره الذاتية.

ويعتقدها الحقيقة التي يجب أن لا يتجاوزها الآخرين، باعتبار أنه يملك القول الفصل.

وأية خلاف في الرأي هو خلاف يفارق الحقيقة والواقع، رغم أن أوهامه هي سبب أساسي في فشله.

وهذه الأوهام لها أسبابها سوف اتعرض لها لاحقا.

التغييز في السودان

عندما كتب صمويل هنتجتون كتابه ” النظام السياسية لمجتمعات متغيرة” وجاء ذكر السودان تحدث عنه.

بأن الذي يقود التحديث في السودان والتغيير هي المؤسسة العسكرية التي حكمت عشرات السنين.

وقال إن التحديث يتطلب تغيرات في القناعات التقليدية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية.

لآنها هي البنية التي أذا تغير فيها الوعي سوف تقود إلى العصرنة والتحديث في المجتمع.

لكن السؤال يصبح كيف تتغير إذا هي نفسها ليس عندها مقومات تساعده على التغيير؟.

أوهام السياسي

كما هناك حقائق يجب الأعتراف بها، والبعض يريد أن يجعلها من المقدسات، رغم أن الفعل الإنساني متغير ومتطور. 

إذا لم يكن بفعل داخل المجتمع، سوف يتغير بافعال من خارج المجتمع. لأنه ليس محصورا بين جدران. 

خاصة أن الفضاء أصبح مفتوحا للكل.. ومن أوهام السياسيين التي يجب النظر لها هي:-

1 أن ثورة ديسمبر 2018م ثورة انفجرت من الشارع وليس من دور الأحزاب هدفها كان هو اسقاط نظام الإنقاذ “تسقط بس” وسقط النظام.

القيادات السياسية التي جاءت بعد الثورة ووقعت وثيقة دستورية مع قيادة الجيش أعلنت نهاية الثورة.. أنتهت الثورة والشرعية الثورية.

وبدأـ شرعية دستورية، وما حدث بعد توقيع الوثيقة مسؤولية الذين كانوا في السلطة وهم يتحملوا فشل الفترة الانتقالية كاملة.

السياسي المحترف

2 وقوع انقلاب عسكري يوم 25 أكتوبر 2021م هذه الانقلاب ليس له علاقة بالثورة له علاقة بالصراع الذي كان دائرا بين المكونين المدني والعسكري.

ومعلوم لأي سياسي محترف وحتى للذين في الشارع الذين كانوا يقولون الجنجويد ينحل والعسكر للثكنات، يعلموا أن الدخول في مشادة.

وصراع عنيف مع العسكر سوف يستخدموا أدواتهم. ويحدث الانقلاب ويكون السبب راجعا لقلة الخبرة السياسية من قبل القوى المدنية.

رئاسة الاتحادات الجامعية

3 هناك بعض القيادات التي ظهرت في الساحة السياسية بعد ثورة ديسمبر باعتبارها قوى جديدة أيضا هناك حقائق يجب تكون معروفة.

ان الذين كانوا في مؤتمرات الطلاب المستقلين والمحايدين في الجامعات كان وصولهم إلى رئاسة الاتحادات ليس بقوتهم الذاتية.

هو في الحقيقة صراع كان بين الإسلاميين والشيوعيين، وكانا يستخدمان فيه الطلاب المستقلين.. كقوى تنفيذية وليست سياسة تدرك ماهية الصراع.

فكان الصراع الدائر تتحكم فيه المجموعتين الإسلاميين أو الشيوعيين حسب رؤيتهم لطبيعة المرحلة.

الصراع بين الإسلاميين والشيوعيين

4 أن جذوة الصراع السياسي الدائرة الآن في الساحة بين المجموعتين الإسلاميين بكل مجموعاتهم المختلفة.

والشيوعيين الذين استطاعوا أن ينشروا ثقافتهم داخل قبائل اليسار والأحزاب الجديدة ” الثورة والشرعية الثورية.

والحرب ضد الكيزان والفلول وغيرها كلها هي شعارات بثها الزملاء وسط تلك المجموعات.. وحتى وسط قطاع من الشباب.

الصراع السياسي

5 الصراع السياسي الحقيقي هو بين هاتين المجموعتين ” الإسلاميون والشيوعيون” لابد من جلوسهم على مائدة مفاوضات للاتفاق على حل المشكلة السياسية.

وعقد المؤتمر الدستورى والاتفاق على مباديء الدستور الدائم للبلاد.. الإسلاميون متحركون في الساحة.

لكن القيادات الشيوعية تسجل غيابا كاملا مكتفية أن الأخرين حاملين ثقافتهم.. أن أي تغيير داخل القيادة الشيوعية.

وصعود أجيال جديدة سوف تكون فاتحة للحل.

الأحزاب التقليدية

6 الأحزاب التقليدية ” الاتحادي والأمة” أتضح من الحرب وما قبلها أنها لاتملك أية قيادات فاعلة يمكن أن يكون لها دورا مؤثرا..

الحزبان يراهنان إذا جاء حكم شمولي لن يحرمهم من بعض المقاعد.

وهم لا يريدون أكثر من وجود رمزي يستطيعون من خلاله خدمة مصالحهم.

وإذا جاءت الديمقراطية سوف لن تحرمهم من بعض المقاعد في البرلمان أيضا خدمة لمصالحهم، وإذا حدث انقلاب يحتاج لقواعدهم للتأييد.

حل مشكلة السودان

من يريد أن يحل مشكلة السودان يجب أن ينطلق من هذه الحقائق.

الإسلاميون لا يخافون من الحوار لأنهم مدركين أن قاعدتهم سوف تحملهم للبرلمان.

لكن الزملاء الشيوعيين خايفين من الانتخابات، ويريدون الوصول للسلطة من خلال رايات “الثورية والثوار”.

أي ان تقوم ثورة جماهيرية وتسقط الكل ومن خلال الشرعية الثورية يستلمون السلطة.. هذه أمنيات لن تتحقق مطلقا.

نسأل الله حسن البصيرة..

بقلم::زين العابدين صالح عبد الرحمن

أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق