خارطة المنطقة بعد حرب إسرائيل وإيران

0 10

لإعادة تشكيل خارطة المنطقة جغرافيا واقتصاديا وسياسيا، وهي فكرة تتضمن الثقيل من الحمولات السياسية وإعادة تشكيل الحدود وتغيير التحالفات بين دول المنطقة.

ذكرت وزيرة الخارجية الأمريكية في عهد الرئيس الأمريكي بوش الأبن ولأول مرة في يونيو 2006 بدبي فكرة ” الشرق الأوسط الجديد”.

وكان الهدف هو أن تجعل أسرائيل جزء من دول المنطقة والتعامل معها كدولة مقبولة ومعترف بها وليس عدوا لها.

خارطة الشرق الأوسط

لكن إسرائيل تعتقد أن الشرق الأوسط الجديد يجب إعادة صياغة العلاقات السياسية بشكل جديد يتوافق مع تطلعات اسرائيل .

من هنا يتم ربط الفكرة بفكرة الأكاديمي الأمريكي برنارد لويس الذي دعا إلى تجزئة دول المنطقة إلى دول أصغر لكي تساعد على الاستقرار في المنطقة.

بعد ثورات الربيع العربي في 2011 في عدد من الدول في الشرق الأوسط، استشعرت بعض دول المنطقة.

وخاصة دول الخليج، بالخطر باعتبار أستمرار الثورات وثقافتها في المنطقة بالضرورة سوف تنتقل لمناطقهم.

ثورات الربيع العربي

ولابد من محاربة الثورات كمفهوم وثقافة، لذلك كان اتصالها بالدولة الحامية  “أمريكا ودول الغرب” أن لا تدعم فكرة الثورات.

لأنها سوف تحمل الإسلاميين للسلطة، أو القوى القومية الريديكالية في المنطقة، وأنهم سوف يعيدوا النظر في فكرة التحالف العربي.

الداعم لفلسطين باعتبارها تمثل القضية المركزية للأمة العربية. وجاء ترامب في فترته الأولى حاملا فكرة ” الديانة الإبراهيمية”.

وهي الكل يصبح تحت الراية الأمريكية التي يعطى أسرائيل مساحة كبيرة للحركة في المنطقة.

استقطاب القيادات

استطاعت دول الخليج إجهاض الثورات العربية تحت مسميات عديدة، واستطاعوا استقطاب العديد من القيادات.

التي كانت من قبل في الجانب الريديكالي و يوظفونها ضد أوطانهم ، وخدمة لفكرة “الشرق الأوسط الجديد”.

واستطاعت المنظمات الأمريكية والغربية أن تعمل ندوات وورش للتدريب وغيرها حتى يكون هؤلاء أجنحة المشروع.

حرب إسرائيل

الآن حرب أسرائيل ضد حزب الله في لبنان والنظام السوري وضرب غزة وكلها تعتبر أذرع إيران في المنطقة.

والغريب في الأمر أن أسرائل أستطاعت أن تحدث أختراقا كبيرا من داخل تلك الأذرع حيث استطاعت أن تقتل أغلبية القيادات.

ومن خلال تتبع الموساد لهم.. أن القضاء السريع على قيادات حزب الله وانهيار نظام الأسد في سوريا.

وحالة السكوت الجمعي للعرب في ضرب غزة، واغتيال قيادات حماس، ذلك أعطاها الدافع أن تضرب إيران.

تشكيل خارطة المنطقة

وبعدها يحق لهم بعد ذلك أن تعيد تشكيل المنطقة كما تريد، مادام الكل صامت تماما على ضربها لكل الذين تعتقد يجب قص اجنحتهم.

هذا الغرور هو الذي جعلها تضرب إيران لكي تتخلص من المشروع النووي الإيراني، وفي نفس الوقت تجعلها خاضعة لها تماما.

و عد ذلك تصبح اسرائيل هي صاحبة القرار في المنطقة والكل يجب عليهم الانصياع..

أن الحرب الدائرة الآن هي التي سوف تبين قضية فكرة ” الشرق الأوسط الجديد” إذا استطاعت أسرائيل أن تهزم إيران.

شرطة المنطقة

وتجعلها تقبل الشروط المعروضة عليها، تصبح أسرائيل هي شرطة المنطقة، ولكن وفقا للذي يجري الآن في الحرب.

أنإيران استطاعت أن تمتص الضربة وتبدأ في عملية الهجوم على العمق الأسرائيلي.

وهذه لأول مرة في كل حروب أسرائيل أن تجد عمقها تحت القصف العنيف من الصواريخ البالستية.

أستمرار الحرب ليس في مصلحة أسرائيل التي ظلت في كل حروبها أن تقوم بضربات نوعية.

وهي التي تبدأ الحرب وتوقفها كما تشاء، وتحافظ على عمقها بعدم الوصول إليه.. إذا تم وقف الحرب بين الجانبين.

من خلال تدخلات دولية.. هذه سوف تصبح درسا لأسرائيل لكي تغير سلوكها..

اختراق داخلي

أن الحرب أيضا كشفت لإيران أن مدنها مستباحة من قبل جهاز المخابرات الأسرائيل.

وهو أختراق من الداخل، حيث استطاعت أن تصل لكل المعلومات التي تريدها.. وأيضا كشفت لها ضعف أجهزة الرادارات وضعف الدفاعات.

ومثل هذه الحروب تكشف الثغرات الموجودة في الدولة.. القضية الأخرى أن حروب أسرائيل التي خاضتها تبين أن هناك تحالفا قائما.

بين أسرائيل وعدد من دول المنطقة و هؤلاء أيضا غير بعيدين في توصيل المعلومات..

خارطة أفريقيا الجديدة

والسودان ليس بعيدا من المؤامرات التي تجري في المنطقة. رغم أن السودان في خارطة أمريكيا ليس محسوبا من دول الشرق الأوسط.

لكن المصالح لا تتوقف في منطقة واحدة، لأن أسرائيل بعد خضوع منطقة الشرق الأوسط لنفوذها.

سوف تبدأ أيضا فكرة أفريقيا الجديدة، والآن الحرب الدائرة في السودان تؤكد أنها ليست بعيدة من السياسات الجديدة في المنطقة.

لآن العديد من دول المنطقة أصبحوا أذرع لها وينفذون مخططاتها، فالذي يجري في السودان ليس تاريخه 15 إبريل 2023م.

السيطرة على السودان

ولكن السياسة من أجل خضوع السودان لفكرة السيطرة عليه كأرض وثروة بدأت منذ بدأت المنظمات تدعو العديد من السودانيين لورش.

وندوات في كل من نيروبي وكمبالا، في عام 2011م.. وكان الهدف منها كيفية تدريب عناصر.

يمكن أن يصبحوا أدوات تنفذ ما يطلب منهم مستقبلا.. وحرب السودان أيضا كشفت أن الدول دائما تضرب من داخلها.

عندما يقبل أبنائها أن يكونوا أدوات لمخططات خارجية.. وحتى نظام البعث في العراق ضرب من داخله.

تجارب تاريخية

وهي حالة تقصير من الدول، ورغم أن كل التجارب التاريخية في العالم قد أكدت أن النظم الشمولية.

التي لا تعطي مساحة للحرية للإعلام والصحافة، وتشغل أجهزة المخابرات والأمن بمراقبة المواطنين الذين يخالفون النظام سياسيا.

الأمر الذي يجعلهم يهملوا واجباتهم الرئيسية التي تهدد سيادة البلاد.. نسأل الله حسن البصيرة..

بقلم:زين العابدين صالح عبد الرحمن

أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق