الكوليرا في الخرطوم.. نهاية الأزمة أم بداية المرحلة الأخطر؟

0 10

شهدت ولاية الخرطوم خلال الأسبوع الماضي تراجعًا ملحوظًا في عدد حالات الإصابة بوباء الكوليرا، نتيجة الجهود المشتركة التي قادتها وزارة الصحة الاتحادية بالتعاون مع حكومة الولاية، ومنظمات المجتمع المدني، ووكالات الأمم المتحدة، إلى جانب عدد من الجهات العاملة في القطاع الصحي.

 

وأعلنت وزارة الصحة الاتحادية تسجيل 309 إصابات فقط خلال الأسبوع الماضي في الخرطوم، من بينها حالة وفاة واحدة، وهو ما يُعتبر انخفاضًا واضحًا مقارنة بالفترات السابقة التي شهدت معدلات إصابة مرتفعة. وتُعد هذه المؤشرات دليلاً على أن التدخلات الصحية بدأت تُظهر نتائج إيجابية، وسط تأكيدات من الوزارة بأن الوضع أصبح تحت السيطرة إلى حد كبير، مع استمرار أنشطة الرصد والتنسيق الميداني.

 

 

مركز عمليات الطوارئ يعقد أول اجتماعاته في الخرطوم

 

وفي سياق متصل، عقد مركز عمليات الطوارئ الاتحادي أول اجتماعاته بالعاصمة الخرطوم، بحضور ممثلين من الإدارات الصحية المختلفة، حيث ناقش المجتمعون الوضع الصحي الراهن في البلاد، مع التركيز على التدخلات التي تنفذها الولايات لمجابهة الأوبئة، وفي مقدمتها الكوليرا.
وتضمنت التقارير المقدمة خلال الاجتماع عرضًا شاملًا للحالة الوبائية في ولايات كسلا، والجزيرة، وسنار، بالإضافة إلى الخرطوم، بمشاركة عدد من الجهات الدولية الداعمة مثل منظمة الصحة العالمية وصندوق إعانة المرضى الكويتي.

 

 

وكيل وزارة الصحة: جهود السيطرة على الكوليرا تُعد إنجازًا جماعيًا

 

من جانبه، وصف د. هيثم محمد إبراهيم، وكيل وزارة الصحة الاتحادية، استجابة الفرق الصحية لوباء الكوليرا في الخرطوم بأنها “نموذج للتنسيق الفعّال والسرعة في التدخل”، مشيدًا بجهود الكوادر الصحية الميدانية والشركاء الدوليين في الحد من انتشار المرض.
كما دعا إلى تعزيز التدخلات في ولايات دارفور وكردفان التي لا يزال خطر تفشي الوباء فيها قائمًا، مؤكدًا ضرورة تكثيف الجهود الوقائية والعلاجية، وتوسيع حملات التوعية المجتمعية لخفض نسب العدوى.

 

الأرقام التراكمية: أكثر من 21 ألف إصابة و388 وفاة

 

ووفقًا للتقارير الصحية الرسمية، بلغ العدد التراكمي لحالات الإصابة بالكوليرا في السودان منذ بدء ظهور المرض 21,563 حالة، بينها 388 حالة وفاة.
ورغم ضخامة الرقم، إلا أن الانخفاض المسجل خلال الأسبوع الأخير (309 حالات فقط) يُعد مؤشرًا إيجابيًا على فعالية التدخلات الجارية، ويدعم الآمال في السيطرة الشاملة على الوباء خلال الفترة المقبلة.

 

 

التوصيات: استكمال الجهود وتوسيع نطاق التوعية

 

واختُتم الاجتماع بعدد من التوصيات الفنية، من أبرزها:

• الاستمرار في تنفيذ الرقابة الوبائية الصارمة بجميع الولايات.

• رفع درجة الاستعداد في مناطق النزوح والأرياف.

• تكثيف حملات التثقيف الصحي والتوعية المجتمعية.

• نقل تجربة الخرطوم إلى ولايات كردفان ودارفور للاستفادة منها في كبح انتشار الوباء.

وتندرج هذه الجهود ضمن الخطة الوطنية لمكافحة الأوبئة، التي أعدّتها وزارة الصحة بالتنسيق مع المؤسسات الصحية الدولية، بهدف تعزيز قدرة النظام الصحي على الاستجابة السريعة والفعالة لأي تهديدات صحية مستقبلية.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

Leave A Reply

لن يظهر بريدك الإلكتروني عند نشر التعليق

شكرا للتعليق