وكما بدأت نفحات شهر رمضان الفضيل بالدعوة الى الإنفاق والصدقات على الفقراء والمساكين وأصحاب الحاجات الذين ينتظرون خيرات ورحمات رمضان وهم على يقين بأن الله تعالى سيسخر لهم من أهل البر من يقوم بتوفير ما يحتاجونه من الضروريات الملحة ، وإن بدأ الأمل ضعيفا ويتبدد رويدا رويدا أمام المتعففين بأن هذا العام صعب على المنفقين بتعثر أوضاعهم الإقتصادية وتدنى نسب أرباح أعمالهم ، وعندها تنكسر القاعدة وتتدفق المعينات وإحتياجات رمضان عليهم من العديد من الجهات الرسمية والشعبية والأفراد كبيرهم وصغيرهم ، ويظهر منفقون جدد يغطون مكان الذين سائت أوضاعهم ، فهذه من رحلة الحياة ما بين العسر واليسر يقول الله تعالى: فى محكم التنزيل بسم الله الرحمن الرحيم (فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا) وتتكشف للعباد أن رحمة الله ونعمته لا يستطيع أحدا أنس أو جن أن يمنعها من إنسان أو منطقة مهما أوتئ من قوة، فالله هو القادر على كل شئ.
ومع دخول شهرنا الفضيل على آخر أيامه يبدأ الناس فى السؤال عن زكاة الفطر، وكيفية إخراجها، ووقتها ،ومقدارها، وحكمتها ،وعلى من تجب؟ ولمن تعطى؟ وهاهو مجمع الفقه الإسلامى السودانى يستبق السائلين ويصدر بيانه بشأنها جاء فيه ما يلى : زكاة الفطر أن حكمتها طهرة للصائم من اللغو والرفث وطعمة للمساكين وإعانة الضعفاء والمساكين كما جاء فى الحديث النبوى الشريف عن إبن عمر رضى الله عنهما فرض رسول الله صل الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعا من تمر أو صاعا من شعير وتجب على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين)وأجاز الفقاء إخراجها طيلة أيام الشهر ومعلوم أن وقتها ينتهى بصلاة العيد فمن أخرها بعد الصلاة العيد فإنما هى صدقة من الصدقات ، ويأثم بتأخيرها إن كان قادرا على إخراجها قبل الصلة ولم يفعل ومن لم يخرجها فإنها دين فى ذمته. وقدرها مجمع الفقه الإسلامى بمبلغ ألف ومئتا جنيه سودانى للفرد الواحد.
وزكاة الفطر تبدو حكمتها جلية أنها (طهرة للصائم من اللغو والرفث ،وطعمة للمساكين وإعانة الضعفاء والمساكين) ، فالصائم تعتريه بعض الأحوال يفقدد فيها سيطرته على نفسه فيخرج منه حديثا يفهم بأنه لغو أورفث ، تمر عليه أيام رمضان وهى مسرعة وهو مشغول فينسى ما تلفظ به فتأتى زكاة الفطر لتطهره من سلوكه تجاه الآخرين ، وفى ذات الوقت تساعد مسكينا أو ضعيفا، يقضى بها حاجته وحاجة أسرة فى توفير إحتياجاتهم المطلوبة وتكون فرحته فرحتان بأنه أكمل صيام شهر رمضان ، محتسبا أجر صيامه وقيامه عند الله تعالى ، بينما تكون فرحته الثانية بأن زكاة الفطر التى إستلمها من المنفقين ستعينه على تلبية إحتياجات أسرته ، وهنا نذكر الناس بأن لا تنسوا إخراج زكاة الفطر فى وقت يمكنكم من توصيلها للمحتاجين ، وتذكيرنا بذلك من باب الحرص على فعل الطاعات وهى نفحات رمضانية لا ندعها تتسرب من بين أيدينا؟
وأهلا يارمضان