أبوبكر الطيب يكتب: يا سامي لا لا!!

تداعيات
ياسامي لا لا!! 

بقلم: ابوبكر الطيب إدريس

بالامس تذكرت كل شي، تذكرت القابلة زهرة سلامة، حيث اطلقت شهقة ميلادي علي يديها.

قالت لي “والله يا عمار ولادتك كانت اغرب حالة ولادة اجريتها، حيث انك ظللت تصرخ لما يقارب الساعة، بلا توقف، حتي ان والدك اشتط غضباً وحملني مسؤولية ما سيحدث لك”.

ثم استرسلت “لن انسي لحظة ولادتك !!”.
لعل ماجعلني اعود القهقري هو انني ركبت مع سائق موتر ، من الجنيد الي الهجيليح.

كان سائق الموتر مخموراً ، ادركت انه في حالة سكر بعد ان ادار محرك الموتر وسألني “هل تخشى الموت ؟”.

قلت له بحس صوفي”وهل يخشى ميتا الموت! الموت والحياة ليسا ضدين، وانما صديقيين، الخوف هو ماجعلهما ضدين”.

ثم استرسلت بعد ان شممت رائحة سكره “الموت حلقة من الحياة”.

ثم صمت، فعرفني بإسمه وهو يضغط علي محرك السرعة، ويترنح الموتر يمينا وشمالا قائلاً “انا سامي، لاتخاف، انني حريف في القيادة”.

شعرت انه يستفزني فقلت له “اذن لا تسرع! ”
حاولت ان اخفي روعي وخوفي واضطرابي.

فاخذت انادي في الصالحيين الاحياء منهم والميتين، مع التركيز اكثر علي الموتي منهم”.

بداتهم من الشيخ الكباشي مرورا بالشيخ ادريس ابوفركة والشيخ الطيب ودالمرين وجدي الشيخ ابوسقرة ود عجبين، الشيخ طه الشيخ احمد البدوي اداب الفيلة.

الشيخ يوسف ابوشراء والشيخ دفع الله المصوبن والشيخ حمدالنيل، والشيخ مدني السني والشيخ المكاشفي ابوعمر والشريف محمد الامين راجل كركوج.

احدث شيئا من من التماسك النفسي داخلي واخذت اتساءل “دي ورطة شنوا ؟ سكران ويقود موتر “.

كان الموتر ينحرف يمينا ويسارا في طريق مزدحم ، كان شركاء الطريق يصرخوا في سائق الموتر ، لم يسمعهم او يرد عليهم او يفهم ما يقدمونه اليه من لعنات.

كان يرفع يده ويظل ممسكا بيد واحدة علي مقود الموتر !! وانا كنت اردد : “يا سامي لا لا “.

تاكدت تماما انه الموت ، اه تذكرت سلمي ، ذلك الجرح الذي لم تضمده السنوات ، وهل يضمد جرح الحب الاول.

اتصلت بي اخر مرة وقالت لي ” تقدم لخطبتي ، لأجد سببا كافيا للقائك ، او اجد سببا لرفض من يتقدمون لي”.

نفذت طاقة هاتفي فأغلق ، فوضعت تلفوني في محل لشحن الهواتف ، وذلك حتي يتسني لي التواصل مع سلمي.

حيث قررت ان اخطبها ، ساقوم بابلاغ اسرتي بقصة حبنا ، وساحدثهم عن فتاة سمراء ، مزيجا من الدهشة والجمال.

ولاحقا ساتدبر امر البحث عن عمل ، وعندما عدت الي صاحب المحل وجدته اغلق محله وغادر ، ولم يعود.

وتعذر التواصل مع سلمي ، التي تزوجت وهاجرت الي امريكا برفقة زوجها، والذي احمل له مشاعر محايدة.

اما سلمي فلم تغادر قلبي بعد ، تذكرتها وانا اعتلي موتر يقوده شابا متهور ومخمور اسمة سامي وانا اردد : “يا سامي لا لا”.

اغسطس 2021م.

ابوبكر الطيبالجنيدالشيخ الكباشيهجليج