إنقطعت حكاية من حلتنا لفترة طويلة بسبب الظرف التى تعيشها بلادنا بسبب الحرب فإن هناك مبادرات إنسانية رائعة ومبتكرة أظهرتها الحرب التى إشتعلت فى الأيام الفائتة، وهى سانحة لنعود ونكتب عن ما نراه أو نسمعه أو ينقل إلينا بصدق وحقيقة بعيدا عن المباهاة والشوفنية، التى يتصف بها بعضا من الناس، فقد أظهرت الحرب المعدن الطيب والنفيس لبعض أهلنا وشبابنا وفى ذات الوقت أظهرت آخرين يستغلون الفرص ولايتوانون فى الكسب بطرق غير مشروعة لكسب المال بسهولة ويسر ، ومابين هذا وذاك يبقى الأصلح هو من يفيد المجتمع ويستمر عطاؤه لسنوات.
ويقول محدثى إنه فى الطريق متوجها إلى مدينة أبوحمد بالولاية الشمالية وهناك مبادرة متميزة من بعض أهلها وذلك بتوفير بصين سفريين لنقل المواطنين من الخرطوم العاصمة الى مدينة أبو حمد وهى مبادرة مجانية لخدمة المجتمع الذى يحتاج فى مثل هذه الأوقات العصيبة وأوقات الشدة إلى من يقف بجانبه ويشد من أزره تطبيقا واقعيا لحديث النبى صل الله عليه وسلم (مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا إشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى).
وهؤلاء أصحاب المبادرة يستحقون أن نحييهم على مايقومون به من عمل صالح هو الذى سيجدونه فى صحائفهم (يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم).
وعلى ذات المنوال المهموم بقضايا مجتمعه فقد مثل شباب قرية دونتاي بولاية سنار بمحلية السوكي، الشباب خير تمثيل وذلك بتقديمهم لمبادرة رائعة وفريدة من نوعها وذلك بقيامهم بأعمال كبيرة شملت إصحاح البيئة والنظافة لشوارع قريتهم الوادعة على ضفاف النيل الأزرق، وهى قرية تقع علي الضفة الشرقية للنيل الازرق الذى يحيط بها من ثلاث جهات.
ويقول محدثى وهو أحد شباب القرية أن المبادرة ضمن برامج ومبادرات عديدة سوف يقومون بها الشباب الذي يتواجدون بالقرية نتيجة لظروف الحرب التي تمر بها البلاد إضافة إلى الشباب المتواجدين في أصلا بالقرية، وقال أن أعمال النظافة شملت كل الطرق الداخلية للقرية.
ونحن نذكر مثل هذه المبادرات بالتأكيد هناك مبادرات سمعنا عنها فى وسائل التواصل الإجتماعى منها تقديم الطعام والشراب للمسافرين فى الطرق وبعضها أوت الأسر فى منازلهم أو أخلت لها بعض المنازل للسكن فيها حتى تجد راحتها وهناك من قدم الدواء والكساء كل حسب إستطاعته ، فلا يسعنا إلا أن نقول لهم لقد أثلجتم صدورنا وعمقتم أخوة الإسلام بين المجتمع فعند الله جزاكم، وهكذا أبناء السودان يقدمون نماذج حية فى العمل المجتمعى والخيرى والطوعى لمعرفتهم التامة بتفاصيل حياة مجتمعاتهم ، فهم يعملون فى ظروف الحرب المعروفة للجميع إلا أنهم لم يضعوها كعائق يعيقهم من المبادرات التى هدفها أن يكون الإنسان مفيدا لمجتمعه الذى خرج من حرمه و(بلادى وإن جارت علئ عزيزة وأهلى وإن ضنوا علئ كرام) فيا أهل المبادرات فقد أخرجتمونا من أجواء الحرب وحالتها النفسية إلى أجواء الأعمال الطوعية والخيرية التى تفيد المجتمع فلكم منا جزيل الشكر والتقدير .