بقلم: عبود عبدالرحيم
الحدث الذي شكل علامة فارقة في تاريخ الحرب، كان وصول قائد الجيش رئيس المجلس السيادي الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان الى قاعدة وادي سيدنا العسكرية فجر الخميس 24 أغسطس 2023 وتفقده القوات ومخاطبتهم مانحا كثير من الاطمئنان والطاقة الايجابية ورفع الروح المعنوية وسط الضباط والجنود.
ومن المتوقع ان يكون لهذه الخطوة مابعدها من تحولات مفصلية في مسار الحرب، ومؤشر لاقتراب العمليات العسكرية من نهايتها التي ينتظهرها كل الشعب السوداني لتعود مظاهر الحياة والامن والطمأنينة في كامل محليات العاصمة والقرى حولها تحت حماية القوات المسلحة.
ومنذ فجر الخميس انشغل كثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالكيفية التي خرج بها قائد الجيش من مقر غرفة العمليات في القيادة حيث تؤكد كل الشواهد انه كان يدير منها الحرب، بينما ركزت جموع المواطنين على المعاني القوية للزيارة التفقدية، وكان مجرد ظهور القائد وسط جنوده في هذه الظروف اكبر دافع معنوي لمزيد من الاطمئنان والبذل لحماية الارض والعرض.
الشاهد ان زيارة البرهان ومخاطبته القوات على امتداد تجمعاتها في امدرمان، جاءت بعد اقل من 24 ساعة من اكتمال العملية العسكرية الحاسمة في سلاح المدرعات بمنطقة الشجرة جنوبي الخرطوم التي تمثل ملحمة رسمت تاريخاً خاصاً للجيش في حاضره ومستقبله، لذلك فان وصول البرهان الى منطقة امدرمان العسكرية مع مرافقيه، تعتبر بكل المقاييس نقطة تحول كبيرة نحو اعلان الخرطوم خالية من اي تهديد، الأمر الذي يمهد الطريق لعودة المواطنين قريبا الى ولاية الخرطوم المهجورة واعادة الحياة تدريجيا الى أحيائها واسواقها ومؤسساتها الخدمية.
ندرك تماما ان الحرب التي اصبحت شهوراً ومهما طال امدها، لابد ان يعقبها سلام وامان وجهد تنفيذي بواسطة أجهزة الدولة، ومن ذلك ننتظر مع الاعلان الرسمي عن نهاية العمليات العسكرية، ان يعيد البرهان النظر في مفاصل الدولة واعادة ترتيبها باعتباره السلطة الاعلى بما يخدم الاوضاع مابعد الحرب، والتي كشفت عن مواقف ضبابية لكثير من الذين يشغلون مواقع دستورية لايخفون التزامهم بمانديت (قحت) وهجرة قياداتها للخارج وجولاتهم في دول الجوار ينتظرون إنكسار الجيش السوداني، يحتاج البرهان لتشكيل حكومة طوارئ مدنية عسكرية مشتركة لاعادة اعمار البلاد، وفي الساحة الآن مدنيين واكاديميين يتمتعون بحاسة سياسية وانتماء وطني ولهم علاقات خارجية اكثر من (جماعة قحت)، الفرق الكبير ان علاقات الاكاديميين بالخارج من منطلق عزة وطنية وفكر ثاقب، وليست عمالة وتسليم مقاليد البلاد للدول والمنظمات المشبوهة، كما فعلت من قبل حكومتي حمدوك مابعد الثورة.