بعد الحرب التي حدثت في دارفور وأدت لمقتل آلاف الأبرياء وتشريد ونزوح ملايين، كان للخرطوم الحظ الأوفر من الأعداد الهائلة من نازحي دارفور وإمتهن الآلاف المهن الهامشية.
عكس أبناء دارفور المشاركين في الانقاذ او قادة الحركات او الدعم السريع حليف الإنقاذ في الماضي ومدعي الثورة الان وهو شريك في محاولة وأدها.
المهم هؤلاء لم يعانوا كما النازحين بل إغتنوا وأثروا بإسم دارفور وحتي الذي حمل السلاح في وقت ما من اجل القضية وتفاوض ووقع اتفاقات عدة مرات مع حكومة العهد البائد لم نر له اي فعل ايجابي واقعي لما إدعي الخروج من اجله.
إذاً الازمة المتعاظمة في دارفور وتوقف الحرب كان نتاجها سلبا علي المواطن المغلوب وليس علي الساسة او الحركات الذين يقيمون الان في افضل الفلل في الخرطوم اوفنادقها ويدرس ابناؤهم في افضل مدارس وجامعات اوروبا وامريكا.
مع كل هذه المعاناة تحولت الخرطوم الي دارفور اخري بفعل فاعل فظهر النهب المسلح وبدا انفلات إمني وكانه مخطط له لم نشهده من قبل في غياب تام للأجهزة الامنية.
وأصبح الزي العسكري متهما في كثير من البلاغات لان لا ضابط ولا رقيب ولا حسيب في وجود عشرات الحركات والقوات التي لم تقنن وضعيتها بالدمج او التسريح.
وفي ظل كل هذا ظلت اصوات عنصرية نتنة تعلو لزيادة إشعال نار الفتنة الموجودة اصلا منددة بابناء الشمال النيلي فقط لا الحكومة ولا الحركات ولا الدعم الشركاء الاصيلين في ازمة دارفور.
وكأن الامر مخططا له بزرع الكراهية بين ابناء الوطن الواحد، والطامة الكبري مارشح عن اجتماع بديم الفتيحاب يوم السبت بدعوي استعادة الخرطوم.
وتكوين جبهة عريضة لاستعادة الحقوق في ادارة الولاية من قبل ابناء الخرطوم الاصليين وتمتعهم بالتروة والسلطة واعادة الاراضي بعد تهافت الجماعات المسلحة والساسة علي تنازعها كما رشح من أخبار.
بل اقر الاجتماع بتسمية عضوية المجلس التشريعي من ابناء الخرطوم، وهنا يطل السؤال من هم القائمين علي هذا الامر خاصة وان غالبية من ذكروا هم عمد ونظار لقبائل محددة.
والركون للادارة الاهلية في هذا اللقاء ومنحها حق التحدث باسم ابناء الخرطوم من يقف وراء هذا الامر؟ وهل نحتاج “لدرفرة الخرطوم” اكثر مما هو حادث؟.
ان مثل هذا اللقاء وبهذا الفهم يعود بنا لعهد وسياسة الكيزان في فرق تسد وكأن البعض يريد إعادة انتاج الازمة داخل الخرطوم نفسها.
فالحل ليس في “خرطمة” الخرطوم لان بعض الجهلة من ظلوا يرددون الخرطوم “ماحقت ابو زول”.
ويبدو ان السنارة قد غمزت فكان هذا الاجتماع الذي يزيد من الفتنة ويخلق مجتمعات مفككة ويختل النسيج الاجتماعي بين ابناء العاصمة الذين عرفوا ككيان موحد بلا قبلية او جهوية.
وكان يمكن المطالبة باشراك اهل الخرطوم في السيادي او مجلس الوزراء او التشريعي دون تكوين اجسام مطلبية مصيرها النشرزم وخلق فتن قبلية اهل الخرطوم لا قبل لهم بها، فهل من يرعوي؟.