رصد:(صحوة نيوز)
تجددت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع أمس الأربعاء في الأبيض عاصمة ولاية شمال كردفان، بعد هدوء استمر لأسابيع، فيما أعلنت الأمم المتحدة تخصيص 20 مليون دولار للمساعدة في الاحتياجات المتزايدة، في حين يبدأ وفد من قوى الحرية والتغيير جولة خارجية لإيجاد حلول لإيقاف الحرب.
وأبلغ شهود عيان بأن مواجهات بالأسلحة الثقيلة والخفيفة دارت بين الطرفين في الاتجاه الغربي لمدينة الأبيض. وقال الشهود إن قذائف سقطت في حيي البترول والوحدة، ما أسفر عن وقوع إصابات
وفي أم درمان، شن الجيش قصفاً مدفعياً مكثفاً الليلة قبل الماضية وصباح أمس من منطقة كرري العسكرية باتجاه الأحياء التي تسيطر عليها قوات الدعم في غرب المدينة.
وذكرت جليلة جبريل، التي تسكن بأمبدة أن القصف المدفعي الذي نُفذ الليلة قبل الماضية خلف خمسة قتلى بينهم ثلاثة من أسرة واحدة، بالإضافة إلى عدد من الجرحى .
كما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة وسط أم درمان طالت أحياء القماير وأبو روف وود نوباوي وحي العرب وسوق أم درمان الكبير.
وقال سكان إن الهدوء الحذر يحيط بجبهات القتال في نواحي أرض المعسكرات والمدينة الرياضية ومعسكر المدرعات بمنطقة الشجرة جنوب الخرطوم وسلاح المهندسين جنوب أم درمان.
وكان قائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان عاد إلى بورتسودان أمس الأول الثلاثاء بعد زيارة لمصر.
ووصف وزير الخارجية المكلف علي الصادق، الزيارة ب«المثمرة والبناءة». وقال إنه «تم الاتفاق على تسريع العمل في المعابر الحدودية خاصة في ما يتعلق بحركة المواطنين وحركة البضائع وأثر ذلك في حركة الصادر والوارد بين البلدين»، وأضاف بأن «المباحثات تناولت أيضاً الوجود السوداني الكبير بمصر وما تقوم به الحكومة المصرية من جهد في تسهيل خدمات استقبال السودانيين».
وكان حديث البرهان للاعلام المصري بشأن عدم سعي الجيش للاستمرار في الحكم، وجد ترحيباً واسعاً من القوى السياسية بما فيها ائتلاف الحرية والتغيير.
وقال عضو المكتب التنفيذي بقوى الحرية والتغيير بابكر فيصل، «تصريح البرهان عن أن القوات المسلحة لا ترغب في الحكم حديث جيد»، وأشار إلى أن تصريحات البرهان تفتح المجال لاتخاذ الخطوات اللازمة لوقف الحرب واستعادة مسار الانتقال الديمقراطي.
وأضاف: «كذلك ندعم تأكيد البرهان للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بأن الجيش منفتح على أي هدنة طويلة لوقف النار«»، وقال نتطلع إلى استئناف منبر جدة في أقرب وقت من أجل تحقيق ذلك الهدف.
بدورها، أعلنت وزارة الطيران المدني المصرية، تسيير أول رحلة جوية مباشرة من القاهرة إلى بورتسودان اعتباراً من يوم غد الجمعة، بمعدل رحلة واحدة يومياً.
إلى ذلك، بدأ وفد من قوى الحرية والتغيير «المجلس المركزي» زيارة إلى قطر في إطار إيجاد حلول لإيقاف الحرب .
وتشمل الجولة التي بدأت أمس، جنوب السودان والكويت وتستمرحتى السادس من سبتمبر لبحث سبل إنهاء الحرب ومعالجة الوضع الإنساني الكارثي الذي يعانيه السودانيون واستعادة المسار المدني الديمقراطي واستعراض رؤية التحالف لتحقيق تلك الأهداف.
في الأثناء، أعلن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث، تخصيص 20 مليون دولار من «الصندوق المركزي للاستجابة الطوارئ» للمساعدة في الاستجابة للاحتياجات المتزايدة جراء الأعمال العدائية في السودان.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يبني هذا التخصيص الجديد على الدعم السابق الذي قدمه الصندوق، ليصل مجموع هذا الدعم إلى 60 مليون دولار منذ اندلاع الأزمة .
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إن المدنيين ما زالوا يفرون من ديارهم «بمعدل ينذر بالخطر»، ليصل عددهم إلى أكثر من 4.5 مليون شخص، بينهم 3.6 مليون نازح داخلياً.
وأضاف: «على الرغم من تزايد الاحتياجات الإنسانية في السودان، إلا أن التمويل لا يزال منخفضاً للغاية، حيث تم تلقي 26 في المئة من مبلغ 2.6 مليار دولار مطلوب لخطة الاستجابة الإنسانية حتى الآن».