بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن
ألتقي وفد الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي برئاسة عائشة موسى العضو السابق في مجلس السيادة مع رئيس مجلس السيادة البرهان، بهدف التباحث حول تشكيل حكومة طواريء، و بعد تشكيل الحكومة يقع عيها عبء ترتيب أجتماع للقوى المدنية. لكن قبل الدخول في قضايا الحوار الذي دار بين وفد الآلية و البرهان يجب معرفة الإسماء التي قدمت للإلتقاء بالبرهان. متكوب على الخطاب أن الذين سوف يقابلون البرهان الشيخ الطيب زين العابدين و الدكتور إبراهيم الأمين ثم بقية أسماء الوفد الذي حضر، و قدم طلب الاجتماع مع البرهان بواسطة مالك عقار، و المشكل في بداية الاجتماع سأل البرهان أين الشيخ الطيب و إبراهيم الأمين الأمر الذي يؤكد هناك خفايا و اسرار لم يفصح عنها. السؤال هل عائشة كانت جزء من هذه الآلية عند تكوينها و الدكتور منتصر الطيب و الدكتور الشفيع خضر الذين على قيادة الآلية الآن؟ و كيف تكونت الآلية تاريخا و من كان وراءها؟ و لماذا لم يحضر الدكتور منتصر الطيب و الدكتور الشفيع خضر الاجتماع؟ و ما هو دور كل واحد في العملية السياسية؟أن الإجابة على هذه الأسئلة مهم جدا لتبين سيرها السياسي و كيف تتخفى القوى السياسية وراء لافتات لكي تصارع الأخريات.
التكوين: عندما ظهر الخلاف بعد تشكيل حكومة حمدوك الأولى و انقسمت القوى السياسية، و خرج الحزب الشيوعي من تحالف قحت و جمد حزب الأمة نشاطه في التحالف، كون الشيخ أحمد الطيب زين العابدين تحالف يضم قيادات سياسية و مجموعات من لجان المقاومة سماه ” المجلس التشريعي الثوري” الهدف منه إعادة لمسيرة قوى الثورة، و عندما اشتد الصراع بين القوى السياسية بعد انقلاب 25 أكتوبر كون الشيخ أحمد الطيب زين العابدين ” الآلية الوطنية للتحول الديمقراطي” و كان مقرر هذه الآلية عادل المفتي و انضم إليها الدكتور منتصر الطيب و أحمد عثمان و غيرهم. و معروف أن الشيخ أحمد أحد الرموز الاتحادية في منطقة بحري ” شمبات” و عادل المفتى من حزب الأمة، و بعد الحرب بدأ البعض يشتغل بأسم الآلية و لكن تم إضافة ” دعم” و أصبح الإسم ” الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي” و يستغل فيها اسم احمد الطيب زين العابدين بهدف أن يكون منفذا للقوى الاجتماعية خاصة ” الطرق الصوفية و الإدارات الآهلية” لإتساع قاعدتها الاجتماعية. و احتفظ بعضوية عادل المفتي ليكون رمزا لحزب الأمة. رغم أن عادل المفتي كان يعمل في السعودية مديرا لشركة ” ميداير أيرلاينز” المملكة إلي عبد الرحيم حمدي, و عندما فشلت الشركة تم تعينه مديرا لشركة ” ناس بورت” للمناولة الأرضية. و بعد نجاح الثورة رشح ليكون وزيرا في حكومة حمدوك، و تم تعينه رئيس لجنة الطيران بلجنة تفكيك النظام البائد.
النشاط السياسي: تم إضافة عائشة موسى للآلية و هي التي كانت جزء من ” تحالف الجذرية” للجموعة بهدف أيضا استغلال وظيفتها السابقة ” عضو في مجلس السيادة” حيث طلب الآلية من الجهات الإدارية في بورتسودان أن تقيم ورشة في أركويت بشرق السودان كانت ممولة من دعم خارجي، و لكن صدرت الموافقة باسم ترك. رفضت الآلية التصديق و أقامت ورشتها عبر خدمة ” ZOOM” و بدأت اللجنة تعمل بأسم ” الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي” حتى لا يحتج الشيخ احمد الطيب زين العابدين باعتبار أن الأسم مغاير، لكن يعمل بالأسم الأول عندما تعجز الآلية على أختراق بعض المنافذ. لذلك استغلت أسم أحمد الطيب زين العابدين و الدكتور إبراهيم الأمين عندما طلبوا اللقاء مع البرهان، لذلك سألهم البرهان قبل أن يبدأ الاجتماع عن ” زين العابدين و الأمين” لأنهم يمثلان رمزية سياسية لحزبين كبيرين، أن أهداف الآلية قد تغيرت بحكم الأعضاء الجدد الذين يحملون أجندة جديدة.
التكتيك و المراوقة: أن الآلية أختلفت مع قوى الحرية المركزي التي تنادي بحكومة انتقالية، و عضوية الآلية تعتقد إذا التقت في الأهداف مع (قحت المركزي) ربما تجد معارضة من قبل الشارع، و هي لا تريد ان تخسر الشارع، و لا تريد أيضا أن تخسر الجيش، و بالتالي طالبت البرهان أن تكون هناك حكومة طوريء. و عندما سئلت عائشة من قبل قناة ” الجزيرة مباشر” هل الآلية سوف تفتح حوارا معا الإسلاميين قالت أنهم لا يتعاملون مع الذين كانوا يشاركون في النظام السابق. رغم أن (أحد أفراد الوفد كان جزءا من النظام السابق و له علاقة وطيدة مع رموز هذا النظام ” عادل المفتي” ) الآلية الوطنية للتغيير الديمقراطي لا تختلف من حيث المبدأ كثيرا مع قحت لكنها كانت تعتقد توسيع قاعدة المشاركة لأكبر قاعدة اجتماعية مؤمنة بعملية التحول الديمقراطية هؤلاء يجب عليه الجلوس و الحوار للوصول لتوافق وطني، و كانت تراهن على القوى الجديدة ” لجان المقاومة” باعتبارهم قوى جديدة صاحبة القدح المعلا في الثورة و يجب أن يكون الرهان عليها في أي عمل سياسي مستقبلا و ليس الركون للنخب القديمة.
تقسيم العمل: ذهبت عائشة موسى على رأس وفد أجتمع مع البرهان يحسه على تشكيل حكومة طواريء و توجيه سؤال له كيف تقف الحرب؟ معنى ذلك أن الآلية لا تحمل تصورا محددا لوقف الحرب لكنها تريد أن تكون مرجعية لاختيار أعضاء حكومة الطواريء، و ذهب منتصر الطيب إلي أديس أبابا للإلتقاء مع قيادة الجبهة الثورية و بعض قيادات قحت المركزي المتواجدين في أديس أبابا لمباركة المقترح الذي سوف يبعد الجيش عن المسرح السياسي، لكي تتنازل قيادة “قحت المركزي” عن قيادة العمل السياسي الذي يطالب بعملية التحول الديمقراطي إلي الآلية، و التي استطاعت أن تتواصل مع السلطة الحاكمة و إلتقاء رئيس مجلس السيادة و قطاع عريض من الشارع. و في نفس الوقت سوف يقوم الدكتور الشفيع خضر بإقناع المصريين أن يدعموا الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي، و محاولة إقناع المصريين تعني أن يتخلوا عن ” قحت الديمقراطي” و بما أن الآلية وقعت في يد الجذرية كيف يستطيع الشفيع إقناع المصريين أن يخرج الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل من المعادلة السياسية. الهدف من إقناع المصريين أن يكون هناك منبرا جديدا مدعوم من قبل دول الجوار الذي تقوده مصر لهذا التحول.
أجتماع الآلية الوطنية لدعم التحول الديمقراطي مع رئيس مجلس السيادة و القائد العام للجيش، هو بمثابة دعاية للآلية و الجذرية” للتواصل مع الخارج و تقنعهم بإنها قادرة على أن تتخطى الحواجز خلافا للقوى السياسية الأخرى، و هي التي يجب الثقة فيها لطرح الحلول. فهل تنجح الآلية أم هذه أخر محطة لها؟ و هل دكتور الشفيع قادر على إقناع المصريين لدعمها؟ الأيام حبلى. نسأل الله حسن الخاتمة.