رصد:(صحوة نيوز)
قبل نصف قرن، وتحديداً في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) عام 1973، اهتز العالم على وقع «المفاجأة العربية» التي طالما استبعدتها إسرائيل وحلفاؤها. فالمصريون والسوريون الذين هُزموا قبل 6 سنوات، أخذوا المبادرة وكسروا صمت السلاح، وفتحوا الباب أمام حرب غيّرت، ولا تزال، بتداعياتها وجه المنطقة.
من فوهات البنادق ودانات المدافع، ومن أعماق آبار النفط إلى قمم سيناء والجولان، تبلور القرار العربي في لحظة نادرة وانطلق الجنود لخوض المعركة المنتظرة. لم تكن ثمة شرعية يحتاج إليها الجنود، فقط انتظروا الأمر ببدء المعارك ليخوضوا مواجهتهم على الأوجه كافة.
لكن المعارك العسكرية، باعتبارها – بدرجة ما – صورة من صور المفاوضات السياسية، لم تكن فقط في دروب سيناء أو مرتفعات الجولان. كانت هناك اجتماعات عاصفة واتهامات متبادلة بالمسؤولية والتقصير ولملمة الجراح التي فتحتها المبادرة بالقتال، وصراع بين القطبين الأميركي والسوفيتي على تعزيز الوجود وإثبات النفوذ.
وفي محاولة لفهم ما جرى في عواصم عدة، وعبر مستويات مسؤولية مختلفة، تنشر «الشرق الأوسط» على مدى يومين ملفاً خاصاً عن «حرب أكتوبر»، متضمناً إطلالة واسعة على قصة لا تزال تمثل لحظة فارقة في الوجدان العربي.