سعد الدين الطيب الماحي من أبناء الحصاحيصا درس في معهد الموسيقى والمسرح في ثمانينيات القرن المنصرم وتخصص في آلة الاورغن ويعتبر المتخصص الوحيد الذي تخرج في تخصص هذه الآلة منذ تاريخ انشاء المعهد وحتى اليوم لأن التخصص المعروف هو البيانو لكن نجد أن الكوريين قد تجاوزوا هذه اللائحة آنذاك لسعد الدين، بالطبع طريقة العزف والتقنيات تختلف بين الالتين لكن سعد لم يكتفي بذلك فقد ادلى بدلوه على آلة البيانو أيضاً.
لا أحبذ تقييم تجارب للموسيقيين من خلال تجاربهم في العزف مع المغنيين حسب القياس المتداول في مجتمعنا السوداني، ولكن وجهة نظري تعتمد على الموهبة والشغف للموسيقى التي تنعكس بديهياً على التطور التقني في العزف على الآلة. لذلك ليس من المهم أن نقيس تجربة سعد الموسيقية بمشاركاته من خلال العزف بالمجموعات الموسيقية أو مع كذا من المغنيين السودانيبن لأنها معروفة لنسبة كبيرة من محبي ومستمعي الموسيقى وفقاً لتاريخه الطويل منذ نعومة انامله الموسيقية .
خلق سعد الدين ليكون موسيقياً فقط ولا اظنه احتمل أو يحتمل ان يكون غير ذلك، لذلك امتلك ناصية الآلة وأصبح يعشقها وهي تبادله نفس المشاعر حتى صارت مطيعة له، دعم ذلك استماعه المتواصل لأنماط كثر من الموسيقات العالمية بالإضافة إلى تشبعه التام بالموسيقى السودانية. بالإضافة إلى ذلك فهو مجيد للتوزيع الموسيقي وقد ظهر ذلك جلياً في معالجاته الموسيقية لكثير من الأغنيات والمؤلفات الموسيقية المتواجدة حالياً بمكتبة الموسيقى السودانية.
هذا باختصار وحديث مقتضب عن ذلكم الموسيقي المميز والغور فيه لايسعه هذا المجال فقد ذكاه وتحدث عنه كثيرا أستاذ الاجيال محمد عبدالله محمديه رحمة الله عليه كذلك نفر كبير من رفقاء دربه من الموسيقيين، ولعله يكون قليل من الوفاء لأهل العطاء.