بقلم: الطيب المكابرابي
اليوم هو الحادي والعشرون من اكتوبر وهو يوم يصادف الذكرى التاسعة والخمسون لثورة اكتوبر العظيمة، أولى الثورات الشعبية ضد الحكام في عالمنا العربي واكثر الثورات انجازا ذلك ان الشعب هو الذي فجرها وهو الذي قادها من خلال ساسته الوطنيين ومن ثم جنى هذا الشعب حكما مدنيا ديمقراطيا غلبت عليه بعد حين خلافات الساسة ليدخل على الخط العقيد جعفر نميري ورفاقه بعد خمسة أعوام فقط..
زلت تلك الثورة مكان احتفاء وحلاوة لدى الشعب السوداني ومصدر فخر الى اليوم لا لشئ إلا لانها كانت باجندة وطنية خالصة حيث لم تكن لكثير من الدول التي تصنع الثورات الان القدرة على مجرد التفكير في الاستقلال عن حكم الاجنبي.
تمر ذكرى اكتوبر ونحن قد تراجعنا في كثير مما اكتسبناه وحققناه وماكنا نطمح إليه وفجرنا تلك الثورة لاجله.
عاصمتنا اليوم لم تعد مسرحا وحاضنة للثورات بعد ان تآمر عليها المتآمرون وساعدهم من بنيها المتخاذلون والمخذلون بعد ثورة هي الثالثة بعد اكتوبر ولكنها ذهبت بمكر لتخدم اغراض من هدموا كل شئ فيها حتى القيم..
شعبنا صانع الثورات ومعلم الشعوب في مقاومة الطغاة اصبح مشردا هائما في معظمه وتائها بين نزوح ولجوء وحياة طعمها كالحنظل بل اشد مرارة مما يعانيه ويكابده الكل وبخاصة ذلك الاحساس بالمهانة والاذلال بفعل ساسته غير المؤتمنين..
من نسميهم سياسيين هم الان خارج البلاد مشغولون كل يجهز نفسه للمشاركة في مؤتمر ياتمر للاجهاز على حكم السودان ووضع تصوراتهم الخاصة والهدف واحد يتمثل في الاجابة على سؤالهم.. كيف نحكم نحن؟؟
مؤتمر في اديس وآخر مرتقب في القاهرة بعد الذي انعقد مؤخرا وثالث في جوبا لحركات التمرد السابق والتي أصبحت بموجب اتفاق جوبا جزءا من الحكومة ولكن بعضهم الان يعادي الحكومة مؤيدا لتمرد مليشيا الدعم السريع!!
هل من نتائج مثمرة يمكن ان تخرج عن كل هذه المؤتمرات وهل نتوقع ايقاف الحرب بنتائج مؤتمر اديس أو نتوقع حل أشكال السودان السياسي في مؤتمر ألقاهرة أو نتوقع حسم فوضى الموقعين على اتفاق جوبا من خلال مؤتمر جوبا؟
في ظل كل هذا نحن على ثقة ان حسم التمرد بات وشيكا وإن من ياتي بالاخبار يقول لم تعد خرطوم الثورات مرتعا للجنجويد وإن من يظهرون الان ليسوا هم اصحاب الفتنة الأولى وانما مجرد مرتزقة وقطاع طرق وسارقين بات القضاء عليهم مسالة وقت فقط وتعود الخرطوم ويعود صانع الثورات ليركل كل نتائج هذه المؤتمرات التي لم تكن إلا للبحث عن مقاعد في دست الحكم لهؤلاء المؤتمرين..
وكان الله في عون الجميع