رصد:(صحوة نيوز)
منظمة “أطباء بلا حدود” تواصل النقاشات مع السلطات من أجل إزالة عوائق توصيل الإمدادات، لاستئناف أنشطتها الجراحية عند استعادة خطوط الإمداد.
العرب اللندنية ــ أعلنت منظمة “أطباء بلا حدود” أنها اضطرت إلى وقف الدعم للعمليات الجراحية في مستشفى رئيسي جنوب الخرطوم، في أعقاب منع الجيش نقل الإمدادات الجراحية.
وطالبت المنظمة مرارا السلطات السودانية بإزالة العوائق التي تضعها أمامها والتي تتمثل في حظر الإمدادات الجراحية والتأخير في السماح لعبور اللوازم والإمدادات الطبية ورفض تصاريح السفر.
وذكر منسق العمليات في المنظمة ميشيل هوفمان إنه “رغم التواصل المتكرر مع السلطات، لا تزال الإمدادات الحيوية ممنوعة، وليس لدينا خيار سوى تعليق الدعم للأنشطة الجراحية في مستشفى بشائر وسحب فريقنا الجراحي مؤقتًا”.
ويعاني السودان قبل الحرب من هشاشة وضعف حقيقي بالنظام الصحي، جراء ضعف التمويل المالي ونقص الكوادر الطبية، وجاء النزاع ليفاقم الأزمة الصحية خاصة مع استهدافه المنشآت الصحية والبنى التحتية والخدمات مثل محطات المياه والأبنية ما ساهم في التأثير على المسكن والغذاء.
ووصف المرجع الجراحي في المنظمة شازير مجيد، وقف دعم الرعاية الجراحية في مستشفى بشائر بالمفجع، حيث أن حجب الأدوية والمواد اللازمة لإجراء العمليات الجراحية يحرم الناس من الرعاية الصحية التي هم في أمس الحاجة إليها.
وتقول الأمم المتحدة إن 70 بالمئة من مرافق الرعاية الصحية في مناطق النزاع توقفت عن العمل، نتيجة لتعرضها للقصف ونقص الإمدادات، في وقت يواجه النظام الطبي تزايد إصابات الحرب والأمراض المعدية.
وارتفعت مستويات سوء التغذية ارتفاعًا هائلًا في الآونة الأخيرة، فهناك أعداد كبيرة من الأطفال بما يقترب من 100 ألف طفل يعانون من نقص حاد في التغذية.
وحذرت “أطباء بلا حدود” من نفاد الإمدادات من المستشفى التركي الواقع في جنوب الخرطوم والذي تدعمه المنظمة. وقالت إنها تواصل المناقشة مع السلطات من أجل إزالة عوائق توصيل الإمدادات، مبدية استعدادها لاستئناف أنشطتها الجراحية عند استعادة خطوط الإمداد.
ومنذ منتصف شهر مايو الماضي، أجرى فريق أطباء بلا حدود الجراحي قرابة خمسة آلاف تدخل طارئ وثلاثة آلاف عملية جراحية، بما في ذلك خدمات جراحة الإصابات البالغة والعمليات القيصرية.
وتقدم منظمة “أطباء بلا حدود” العلاج للسودانيين في حالات الطوارئ وإجراء العمليات الجراحية وإدارة العيادات المتنقلة للنازحين، علاوة على علاج الأمراض المعدية وغير المعدية وتوفير الرعاية الصحية للأمهات والأطفال.
وتسبب الصراع بأوضاع كارثية، حيث فر 5.8 مليون شخص من منازلهم هربًا من العنف المستشري منذ ستة أشهر جراء الحرب بين الجيش والدعم السريع، منهم 4.6 مليون نازح داخليًا يعيشون في ظل أوضاع إنسانية قاسية، نظرًا لتفشي الأمراض المعدية وقلة إمدادهم بالإغاثة. كما أن المساعدات الإنسانية تواجه صعوبة في الوصول إلى مستحقيها.
وأبلغت منظمة الصحة العالمية عن أكثر من 1400 حالة يشتبه في إصابتها بالكوليرا و64 حالة وفاة مرتبطة بها في السودان منذ الإعلان عن تفشي المرض أواخر الشهر الماضي.
وقال مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إن الوكالات الإنسانية قامت بتوسيع نطاق استجابتها لتفشي المرض، والذي يأتي في الوقت الذي وصل فيه نظام الرعاية الصحية في السودان إلى أقصى حدوده.
وأعلن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) الخميس أنه تمكن من تسهيل وصول 44 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة إلى منطقتين في السوادان بعد تأخير دام ستة أسابيع بسبب الصراع.
وقال إنه فتح الطريق أمام القافلة لتوصيل الإمدادات من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) إلى كردفان ودارفور. وحصلت الشاحنات على الضوء الأخضر لبدء العمل الأربعاء.
وحذرت اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية من أن ما لا يقل عن عشرة آلاف طفل دون سن الخامسة في السودان قد يموتون بحلول نهاية هذا العام بسبب تزايد انعدام الأمن الغذائي، فضلا عن انقطاع الخدمات الصحية والتغذوية.
وقالت منظمة الصحة العالمية في بيان لها الاثنين إن هناك حاجة إلى اتخاذ إجراءات عاجلة للحفاظ على النظم الصحية في السودان، وخاصة على مستويات الرعاية الصحية الأولية والمجتمعية.