بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن
خروج الفريق أول شمس الدين الكباشي نائب القائد العام للقوات المسلحة من منطقة إدارة العملية العسكرية في القيادة العامة و زيارة منطقة كرر هل تحمل إشارات جديدة؟
أن وصول الفريق أول شمس الدين الكباشي لمنطقة كرري العسكرية كما أكد في كلمته هي من أهم المناطق الإسترايجية العسكرية، و هي التي تحمي عدد من معسكرات و وحدات القوات المسلحة الإستراتيجية، أهمها مطار وادي سيدنا الذي يستخدم الآن للمهام العسكرية و المدنية المختلفة، بديلا لمطار الخرطوم الذي أصبح خارج الخدمة بفعل الحرب. الملاحظ أن كباشي سار على ذات المنهج الخطابي للفريق أول البرهان عند خروجه و وصوله لمنطقة كرري العسكرية، حيث أكد أن الحرب يجب أن تنتهي بنصر الجيش و قال ( أن النصر قريب أن شاء الله) هذه الكلمة المختصرة أراد أن يؤكد فيها أن الجيش لن يتفاوض مع ميليشيا الدعم، و بالتالي أن الجيش لن يدخل في أي عملية تفاوضية يتم الدعوة لها.
كانت قد رشحت العديد من الأخبار على الوسائط الإعلامية أن الجيش سوف يذهب إلي جدة و التفاوض مع ميليشيا الدعم، و أن هناك ضغوط تمارس على الجيش لكي يقبل بالعملية التفاوضية، و البعض الأخر أكد أن الجيش قد عين قادة عسكريين لكي يذهبوا للتفاوض. و هناك أيضا البعض أطلق إشاعة أن القيادة قد عزلت القائد العام، و من يقول أن القيادة العسكرية متزمرة من أداء القائد العام. أن كلمة الفريق أول شمس الدين الكباشي قد دحضدت كل هذه الشائعات، و أن القائد العام يمارس مهامه كقائد و رئيس مجلس سيادة. و ترديده أن النصر قريب يؤكد أن القيادة سوف تستمر في حربها ضد الميليشيا.
أن الشائعات التي كانت قد خرجت أتخذت من اللقاء الذي كان قد تم بين ا”لآلية الوطنية لدعم عملية التحول الديمقراطي” برئاسة عائشة موسي و الفريق أول البرهان مادة تغذت بها الشائعات، خاصة أن عائشة كانت قد طلبت من البرهان و حميدتي الاستقالة عن موقعيهما، و فتح الباب لبروز معادلة سياسية جديدة توقف الحرب. و هي ايضا ربما تكون مادة من مواد الحرب النفسية التي تستخدم في الحرب، لكنها ما خدمت العملية السياسية، لأنها لم تؤسس على الحقائق. إذا كلمة الكباشي ترجع المسألة لذات خطابات البرهان التي كان قد القاها في عدد من معسكرات الجيش. و التي أكد فيها أن أي عملية سياسية يجب أن تجرى بعد وقف الحرب. و مقولة النصر قادم التي رددها الكباشي في منطقة كرري تعني أن الجيش يريد خوض الحرب حتى هزيمة الميليشيا
يصبح السؤال هل تحركات ممثلي الاتحاد الأفريقي و الإيقاد من تلقاء أنفسهم دون التفاهم مع قيادة الجيش؟
أن اللقاءات التي كان قد عقدها هؤلاء الممثلين مع عدد من القوى السياسية في القاهرة، و قالوا أنهم ساعين لعقد فاعلية سياسية عريضة لكل القوى السياسية السودانية، هل هو تحرك لم تستشار فيه الخرطوم، رغم أن المسألة متعلقة بالحرب، أن ممثلي الاتحاد الأفريقي و الإيقاد يسعون من أجل توحيد القوى المدنية من أجل تشكل قوى ضاغطة لوقف الحرب. لكن القوى السياسية و المدنية نفسها منقسمة، و كل تحالف يملك أجندته الخاصة التي تتعارض مع الآخرين، مما يضع عوائق في طريق هؤلاء. فالحركة السياسية السودانية محتاجة لمراجعة أجندتها و أن تكون منفتحه على الحوار. لكن الملاحظ أن الحوار نفسه بالشروط الموضوعة الآن سيباعد بينها أكثر.
أن عملية التحول الديمقراطية في حاجة إلي ضخ أفكار جديدة في الساحة، و أن تخفف من وطأة الاستقطابات الحادة الجارية بين الكتل المتعددة، و تحتاج النخب السياسية أن توسع صدورها و تسمع لأراء الآخرين دون ترميهم بالصفات السالبة، فالذي يستخدم الرآي و الحوار مهما كان الخلاف معه أفضل من الذي يميل إلي أدوات العنف. و نسأل الله حسن البصيرة.