بقلم :عبود عبد الرحيم :
هذه الارض المضيافة بانسانها والآمنة بمدفعيتها والمستقرة بحكومتها، تحتضن آلاف الوافدين من الخرطوم وولايات اخرى بسبب الحرب وظروف الحياة، وهي الولاية التي يمكن ان نطلق عليها ما نقوله عن السودان “بلد الخير والطيبة”، لانها سودان مصغر تجمع معظم اهل الولايات.
ومنذ الوصول الى الولاية، قبل عدة اشهر، توقفت لفترات متباعدة في عدد من القرى والحواضر فيها، حتى بلغت عطبرة التي استقر فيها الآن مستأجرا للسكن من اسرة فاضلة، تعاملت معنا بأخلاق اهل البلد وأكرمت وفادتنا، فنجحت في إزالة الصورة المتداولة عن جشع بعض اهل الولايات ومغالاتهم في الايجار.
اعود واقول ان عدة ملاحظات سجلتها ذاكرتي حول الولاية، أولها حالة الامن الممتازة، حيث لم اشهد اي تهديد امني شاذ في الاسواق ولا الشوارع والاحياء، حتى السرقات العادية قابلني من تحدث عن حالة واحدة خلال 3 أشهر وتم القبض على اللص بواسطة المواطنين والشرطة.
وفي مجال الخدمات، هناك عدم استقرار في امداد الكهرباء وتشهد عطبرة ومدن اخرى مثل الدامر وشندي قطوعات غير منتظمة تتسبب في استياء المواطنين، رغم ادراكهم ان البلاد في حالة حرب تأثرت بها كافة الخدمات.. غير ان والي الولاية د.محمد البدوي عبد الماجد ابوقرون اعلن عن جهود للاصلاح والصيانة وتفادي القطوعات.
وكنت لاحظت ان مياه الشرب فيها مشكلة، وهي تظهر بدرجة “عكورة” كبيرة جدا تكاد تبدو غير صالحة للاستخدام الانساني، وخلال لقاء الاعلاميين مع والي الولاية، تحدثت عن المياه وكان رد الوالي مبشراً بوصول معالجات عبر منحة من الصين واخرى من السعودية، وتعهد بعودة المياه لحالة الصفاء وبدون رواسب خلال فترة وجيزة، للوهلة الاولى اعتقدت ان الوالي “يمشينا ساي باي كلام”، لكن كانت النتيجة المفرحة انني لاحظت تحسناً في امداد المياه فعلا ودرجة النقاء المستمرة يوما بعد يوم، حتى بلغت مستوى نقاء كبير وانتهت “العكورة وزالت الرواسب”، على الاقل في منطقة سكني وسط عطبرة ، وبما ان الشبكة واحدة فان ذلك يعني اصلاحها في المدينة والولاية، وادركت عندها ان د.البدوي (مابتكلم ساي)!! وإذا وعد أنجز.
وتواصلت متابعات الوالي لشأن المواطنين وامتد اهتمامه للوافدين بسبب الحرب معلناً عن تشكيل لجنة عليا لاستيعاب المؤهلين من الوافدين للعمل في مؤسسات الولاية المختلفة عبر وظائف تستفيد الولاية من خبراتهم في دفع دولاب العمل الاداري والتنفيذي والاعلامي، بجانب ما يقدمه هؤلاء الوافدين الخبراء من تدريب وتأهيل لكوادر الخدمة المدنية بالولاية.
يستحق والي نهر النيل التحية من اهلها والوافدين، ويستحق لقب اطلقه عليه استاذنا الكبير والكاتب الصحفي د.حسن محمد صالح عندما قال ان والي نهر النيل (والي مدني برتبة فريق) ، مطالبا باستمراره في حال تكليف ولاة عسكريين للمرحلة القادمة، فهو يدير ولايته مدنياً بروح عسكرية، لذلك نجح في تحقيق الانسجام بين وزراء مقتدرين وادارات تنفيذية بخبرات خدمية، نجح الوالي بهم في بسط الامن واستقرار الخدمات ويسعى في استيعاب الوافدين حسب خبراتهم العلمية والعملية.