متابعة:(صحوة نيوز)
بالتزامن مع تصاعد أسهمه في استطلاعات الرأي الأخيرة، باتت ملامح البرنامج الانتخابي للمرشح الجمهوري الأوفر حظا دونالد ترامب أكثر وضوحًا، حيث يخطط لتقييد الهجرة بشكل كبير، وتقليص تورط الولايات المتحدة في الحروب الخارجية، وممارسة سلطة إنفاذ القانون الفيدرالي ضد الأعداء السياسيين.
ورغم الدعاوي القضائية التي لا تزال تلاحقه لمنع من الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل، يمضي ترامب في عقد المؤتمرات، وتنفيذ حملته الانتخابية والإعلامية، في وقت أظهر استطلاع للرأي نشرته صحيفة “نيويورك تايمز”، أن ترامب يتقدّم على الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن في 5 من 6 ولايات رئيسية، مع تراجع شعبية بايدن في صفوف الناخبين الشباب والأقليات، من بينها نيفادا وجورجيا وميشيغن.
إلا أن مراقبين ومحللين للشؤون الأميركية، يعتقدون أن ما يخطط له ترامب نوع من “البروباغندا السياسية والتي سبق أن فعلها قبل حملته الرئاسية الأولى؛ في محاولة لجذب انتباه الرأي العام الامريكي نحوه.ولكن ماذا ينوي ترامب
قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إنه بينما يسعى ترامب للعودة إلى المكتب البيضاوي ، وعد الرئيس السابق وحلفاؤه بتحول شامل للحكومة الفيدرالية من شأنه أن يمارس السلطة التنفيذية بطريقة “متطرفة وغير مسبوقة”.
من شأن الأجندة التي يضعها فريق ترامب أن تضع موضع التنفيذ آراء ترامب المتشددة التي عبر عنها علنا خلال حملته الرئاسية الأخيرة، ومن شبه المؤكد أنها ستواجه سلسلة من التحديات القانونية والسياسية.
بحسب صحيفة “فايننشال تايمز”، فإن ترامب يركز أهدافه على القضاء على “أعدائه السياسيين”، وفرض تعريفات جمركية جديدة بمليارات الدولارات على الواردات، وتقييد الهجرة بشكل كبير، مع تقليص تدخل الولايات المتحدة في الحروب الخارجية.
اعتبرت الصحيفة أن بعض مجالات اهتمام ترامب “تدق أجراس الإنذار” حول مستقبل الديمقراطية الأميركية والقيادة العالمية، حيث قال غريمه بايدن خلال رحلته إلى كاليفورنيا هذا الأسبوع “إنه يردد اللغة التي سمعتها في ألمانيا النازية في ثلاثينيات القرن الماضي”.
في المقابل، يقول مؤيدو ترامب إنه يتطلع ببساطة إلى إعادة أميركا إلى ما كانت عليه قبل انتخابات 2020، مع معالجة القضايا غير المكتملة لإدارته.
خلال تجمّع انتخابي عُقد قبل أيام، وعد ترامب “بالقضاء على الشيوعيين والماركسيين والفاشيين وبلطجية اليسار الراديكالي الذين يعيشون مثل الحشرات في بلادنا”.
كما سبق وأكد أن أزمة الهجرة على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك “تسمّم دماء بلادنا”.
كثيرا ما يردد الرئيس السابق أنه ضحية للاضطهاد السياسي بعد اتهامه بارتكاب جرائم فيدرالية وحكومية هذا العام، مشيرًا إلى أنه يريد نقل معركته ضد ما يسمى بـ”الدولة العميقة” إلى مستوى جديد.
تقول “فايننشال تايمز” إنه ليس من المتوقع أن يختار ترامب الموالين له لوظائف عليا في الوكالات الفيدرالية فحسب، بل سيسعى أيضا إلى الإطاحة بعدد من كبار الموظفين المحترفين في أنحاء حكومية شتى، مثل وزارة العدل، ومكتب التحقيقات الفدرالي، وصولًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها التي قادت معركة جائحة كوفيد.
إضافة لذلك، قال مسؤول سابق في إدارة ترامب إن هناك حاجة إلى تعريفات إضافية على الواردات من الصين في فترة ولاية جديدة، في الوقت الذي حافظ بايدن على التعريفات الجمركية في عهد ترامب على بكين وفرض ضوابط على الصادرات على التقنيات الحساسة، فقد شدد على “إزالة المخاطر” من الصين بدلا من “الانفصال” وسعى إلى تقليل التوترات الاقتصادية.
يخطط ترامب أيضا لتوسيع واسع النطاق لسياسات الهجرة المتشددة التي تنتهجها إدارته السابقة إذا انتخب في 2024 والتي من شأنها تقييد الهجرة القانونية وغير القانونية.
من جانبه، قال نائب مساعد الرئيس السابق ترامب، كاش باتيل، إنه “يجب أن يكون هناك تطهير في الأماكن المناسبة، بعد النظر في بعض الأخطاء التي حدثت وكيفية إصلاحه”، موضحًا أنه قد يكون ذلك على نطاق واسع في بعض الوكالات مقابل غيرها.
ورفض باتيل وصف تلك الخطط بأنها تستند إلى “الانتقام”، لكنه قال إنه يجب أن تكون هناك “مساءلة”.
وقال ترامب في مقطع مصوّر يعود إلى مارس الماضي إنه سيوقع أمرا تنفيذيا يسمح له “بالقضاء على البيروقراطيين المارقين”،ـ متعهدًا بممارسة هذه السلطة “بقوة شديدة”.
وراء الكواليس، تعمل مجموعات خارجية متحالفة مع ترامب على صياغة قراراته التنفيذية، ودراسة الدستور تحسبا لتحديات قانونية، والبحث عن حلول بديلة لمنح ترامب سلطة الاعتراض على بعض هذه السياسات من أول يوم له في البيت الأبيض إذا تمكن من استعادة السلطة،