في كل زمان ومكان نشبت حربا كان نتاج ذلك وجود متاثرين سلبا كان ذلك التأثير أو ايجابا..
من يتاثرون سلبا هم المتضررون من حرب الجنجويد هذه بمثلما جرى لاهل ومواطني الخرطوم والجنينة وكثير من مدن دارفور وبعض مناطق في بعض الولايات الاخرى..أما المتاثرون ايجابا ومن جنو ثمار هذه الحرب ثراءا فهم من استغلوا قيام حرب في بلادهم ومنهم اخرون من خارج الحدود وهم ممن اصطلح على تسميتهم باغنياء أو اثرياء الحروب..
هؤلاء فئة كلها أو جلها استفاد ويستفيد من نشوب الحرب وهم مصممون أصلا تربية وسلوكا على استغلال الحوجات والدخول مباشرة كل ببضاعته ومايملك من قدرات للحصول على اموال قد لايحصل عليها بذات البضاعة وذات القدرات في وقت الامن والسلام ..
شهدنا وحتى العالم من حولنا شهد كيف إستغل البعض حوجة الناس الى الناقل ثم السكن بعد نزوحهم من الخرطوم وكيف تضاعفت الايجارات واسعار التذاكر عشرات المرات..شهدنا كيف ارتفعت اسعار بعض السلع حتى وصل سعر قطعة الصابون الواحدة الف جنيه وكان استغلال للظروف أثر نشوب الحرب التي لولاها مازادت ثرواتهم بمثل هذا الباب..
من اغنياء أو اثرياء الحرب من يبعون المواطن كل شئ بمايفوق قيمته استغلالا للظروف ومنهم من يبيع المتحاربين السلاح والمعينات وان كانت بسعرها الحقيقي ولكنها ازدادت في الكميات وازدادت المبيعات فحدث الثراء ..
حتى في مهنتنا هذه (الصحافة) هناك من اصبحوا اثرياء واغنياء بسبب هذه الحرب وهم بعض من تلونوا بعدها بلون يتناسب وطالبي الخدمة من القنوات والاذاعات والكتابات ليحصلوا على اموال ماكان لهم ليحصلوا عليها لو أنهم ظلوا على مواقفهم المعلومة مسبقا وقبل قيام الحرب..
من هؤلاء من يستغل الوضع والحوجة لدى المتحاربين في وجود مناصرين يقودون الراي واقناعه بصحة موقف هذا أو ذاك ومنهم من يقدم خدمات اخرى ومتنوعة وتحت مسميات شتى لكسب مزيد من الاموال..
بعض الدول سنت قوانين بعد انجلاء الحرب لمحاسبة هؤلاء وبعض المنظمات صنفت جزءا من هؤلاء تصنيفات جعلتهم دوما مثالا للثراء القائم على الدماء والاشلاء..
ستظهر في السودان بعد انقضاء الحرب التي قضت على الكثير. طبقات جديدة من الاثرياء واصناف من الناس كانت لاتقوى على بناء بيت وهي تمتلك بعد الحرب عمارات وتمتطي فارهات وترتدي ثياب البهوات..
لا احد يطمع في محاسبة كل من أثرى وضاعف ثرواته بسبب الحرب ولكنا نطمع فقط في محاسبة من يثرون من مال الدولة ومن يتكسبون من مال الجيش بتقديم خدمات هي من صميم واجب كل مواطن وضريبة يؤديها في زمن حرب يخوضها الوطن باجمعه ضد فئة لا تستهدف الحكومة ولا الجيش فقط وانما تستهدف الوطن والمواطن ومحو دولة اسمها السودان من الاطلس العالمي…
وكان الله في عون الجميع