رحل أبوعبيدة حسن واحد من جيل فني لن يتكرر، رحل بعد ان غنى “والله مارضيناها ليك تغمر الدمعات عينيك”، رحل ولم يجد من يمسح دمعته.
ومن عجب ان شهادة بقلم محمد الطيب الامين ملأت الاسافير ليلة أمس، كشفت حال الجميع، حكومة واتحاد فنانين ومجتمع فني واعلامي.
كل هؤلاء انتبهوا ذات شهر من عام مضى ان ابوعبيدة حسن يحتاج لوقفة، فتسابق اغلبهم الى مقر سكنه البائس واعلنوا تبرعات دعم وسند ثم التقطوا الصور معه وذهبوا لحالهم.
ربما قليل منهم، خاصة في قروب علي الواتس آب، حمل اسم “مبدعون” كانوا يتابعون حالته، اقول القليل منهم لان ذلك ما ظهر للناس بعد رحيل ابوعبيدة.
أمس فتحت عيني واغمضتها لاتأكد من ان الحاضر في لحظة دفن الراحل هو “السفير التركي” بالخرطوم مترحماً على المبدع “السوداني” بمقابر احمد شرفي بأم درمان.
الصورة لا تكذب، ورغم وضع الكمامة كانت ملاَمح التأثر واضحة على السفير، وقفة انسانية تسطر بمداد من ذهب، بينما غابت كل الحكومة ومعظم الفنانين، إلا من رحم ربي.
ذات سطور الكاتب محمد الطيب كشفت ان علاج الراحل أبوعبيدة حسن كان علي حساب السفارة التركية، قالها ود الطيب وفي نفسه حسرة، عندما سالته طبيبة المستشفى “الحكومي”.
ياللهول! امر يحتاج لتدبر معانيه الانسانية، علاج المبدع الراحل ليس علي حساب حكومة او وزارة او حتى ولاية، لكنه علي حساب السفارة التركية بالخرطوم.
ولان الاعلام لم يحدث ان كتب عن هذا الصنيع الكبير والتقدير غير المسبوق من سفارة، اي سفارة، في بلادنا، فانه لا يخامرني ادنى شك في انسانية السفير والسفارة التركية.
بعض السفارات وعازفيها الاعلاميين يجهزون كشافات كاميراتها قبل ان يتوجه سفيرها لموقع حدث، فالاعلام حاضر مهما صغر حجم الحدث او الجهة المتعلقة به.
لكننا نشهد الله اننا لم نعلم ما فعله السفير التركي بالخرطوم مع المبدع السوداني ابوعبيدة حسن، إلا بعد رحيله، وهنا الفارق في الموقف المدوي.
نسال الله ان يتقبل الراحل ويجعله من اهل الجنة بما صبر على إبتلاء المرض وتجاهل اهل الفن الذين شغلتهم “حنة مغنية” ربما لم تسمع بفنان اسمه ابوعبيدة حسن.
ونسأل الله ان يجعل ما قدمه السفير التركي ، في ميزان حسناته ويجزيه عن الراحل ومعجبيه خير الجزاء، وتحية صادقة لكل اسرة السفارة التركية .