مثلما أشرنا بالأمس فإن إدارة جهاز المخابرات العامة وعلى رأسها الفريق أول ركن أحمد إبراهيم مفضل ، تمكنت من تجاوز أخطر مراحل الفوضى الرامية لتفكيك الدولة ، بعد أن سعى المخربون إلى تقطيع أوصال الجهاز بحل هيئة العمليات عقب إسقاط النظام السابق .
نجح الفريق أول مفضل ومعاونوه في تعظيم دور جهاز المخابرات العامة في الدوائر المجتمعية ودوائر الفعل السياسي والإقتصادي لصالح أمن الوطن ، خاصة وإن العداء كان مستحكما في فئة لم تر إلا ما تريد أن ترى ، وأهم ما كانت تراه تلك الفئة الضالة ، كان هدم هذا الجهاز الكبير صاحب الدور الخطير في حفظ أمن الدولة السودانية ، وذلك بحل هيئة العمليات ، ومصادرة قوة الجهاز وصلابته ، لهدم ركن من أركان تأمين الدولة .
الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل سعى منذ توليه مسؤولياته في إدارة الجهاز ، سعى لإعادة الروح إلى الإدارات المختلفة داخله ، خاصة فيما يتصل بمتابعة أعماله في الملفات الإقتصادية والإجتماعية والأمنية في الولايات الآمنة ، وقد نجح في ذلك نجاحاً كبيراً ، إذ إستقرت تلك الولايات بتنفيذ سياسات أمنية ضبطية ورقابية محكمة ، بالتنسيق مع اللجان الأمنية في كل الولايات .
لم يقف نجاح جهاز المخابرات العامة عند تلك الحدود التي أشرنا إليها ، بل أثبتت قيادة الجهاز ، أنها تمثل السند والعضد لقواتنا المسلحة العظيمة في حربها التي فرضت عليها منذ الخامس عشر من أبريل من العام الماضي .
ثبت بالتجربة ان مشاركة جهاز المخابرات العامة في القتال إلى جانب الجيش داخل الخرطوم التي واجهت النكبة ببسالة وثبات نادرين ، ثبت أن تلك المشاركة والتي إمتدت بالمتحركات إلى بقية الولايات بالتركيز على ولايتي الجزيرة وسنار حاليا ، وقبلهما ولايات إقليم دارفور التي لا زالت تنزف ، هي رسالة للعموم والخواص معا بأن جهاز المخابرات العامة هو السند الحقيقي للجيش السوداني العظيم وإنه يعمل تحت إمرته وتحت قيادته في الميدان .
قطعا سيظل جهاز المخابرات العامة هدفا لكل ساع إلى هدم الدولة السودانية ، وسيواجه بسيل من الهجمات التي لن تنقطع ، سواء من خلال الفضائيات الموجهة ذات الأجندة السياسية ، أو من خلال الوسائط المتعددة ووسائل التواصل الإجتماعي التي أصبحت ميدانا لتصفية الحسابات السياسية ، من غرف إعلامية متخصصة يقف من ورائها خبراء ومختصون في الحرب الإعلامية والإلكترونية .
يستحق جهاز المخابرات العامة وعلى رأسه الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل ، يستحق تكريما شعبيا ومجتمعيا ، فقد إهتم بالوقوف مع حاجات المجتمع الصحية العلاجية – ونحن على ذلك من الشاهدين – غير مساهماته المشهودة والملموسة في الوقفة الصلبة والقوية خلف قواتنا المسلحة ، ودوره المتعاظم في تخفيف آثار الحرب على المجتمع ورموزه ، والإهتمام بأسر الشهداء والأسرى والجرحى ، هذا إلى الإهتمام بالمواطنين حال عودتهم إلى المناطق المحررة ، وذلك من خلال رعاية مصالحه المختلفة حتى تعود بلادنا كما كانت ، بل وأقوى بعد أن يذهب الله عنا الأذى .