بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
طرح حزب الأشقاء الذي يترأس قيادته الأستاذ عادل إبراهيم حمد مسودة تصور تحمل رؤية الأشقاء لوحدة الحركة الاتحادية و قالوا في “المسودة” إنها تعد تجاوبا لنداء الوحدة الصادر من الحزب الاتحادي الأصل، في هذا الظرف الاستثنائي الذي يضاعف دوافع النهوض للمسؤولية الوطنية.. و قدموا في المسودة رؤوس مواضيع على أمل التوسع فيها من خلال النقاش بغية تغذيتها و تقويتها.. و قبل الدخول في محاورة المسودة؛ لابد من تقديم الشكر لقيادة حزب الأشقاء بالاستجابة للنداء و تقديم رؤس مواضيع يفتح بها منافذ عديدة للحوار. و أيضا لابد من تقديم الشكر للحزب الاتحادي الأصل أن يقدم نداء لوحدة الحزب في ظرف تاريخي خطير يهدد وحدة السودان.. و في نفس الوقت يفتح منافذا عديدة لتدخلات خارجية في الشأن السياسي للبلاد. و الدعوة لوحدة الاتحاديين هي بالفعل تبصر حقيقي للتاريخ و الدور الذي كان قد لعبه الاتحاديون من أجل الاستقلال، فجاءت دعوتهم الأن لكي يؤكدوا أنهم بالفعل يعملون مع بقية الشعب السوداني المؤمنين بوحدة البلاد للتصدى للذين يريدون النيل منه، و يشكلون بناء قويا لعدم السماح للتدخلات الخارجية في شأن البلاد السياسي..
يطرح الأشقاء في رؤيتهم للوحدة نقتطين لعملية الوحدة الأول تنظيمي و الثاني سياسي.. يطرح في العامل التنظيمي الدعوة إلي إعادة الأمانة العامة بحيث يتم اختيار أمين عام و نائب للأمين العام و تسمية أمين سياسي و أمين تنظيمي هذا الرباعي يقع عليه عبء قيادة الجهاز التنفيذي، و يشكل هؤلاء الاربعة مع المكتب الرئاسي هيئة القيادة العليا للحزب و بموجبها يتم اختيار أمناء الأمانات ألأخرى المتخصصة.. و في الجانب السياسي يؤكد الوقوف إلي جانب الجيش في الحرب الدائرة ألان.. و تصوره للفترة الانتقالية يقترح الأشقاء ثلاث سنوات عمر الفترة الانتقالية يكون العام الأول تحت إدارة عسكرية يفرضها الوضع الهش في البلاد و السنتين الأخيرين تشكيل حكومة مدنية إلي جانب المكون العسكري. مهمة الحكومة الإعداد لانتخابات رئاسية و بعد الانتخابات تنتقل البلاد لتفويض شرعي أربعة سنوات يصدر الرئيس خلالها مراسيم جمهورية بقيام الانتخابات البرلمانية..
أن دعوة الحزب الاتحادي الأصل للوحدة جاءت دون أن يقدم ضمنها تصورا سياسيا أو تنظيمي، و ربما يكون مقصودا أن يترك للأخرين تقديم رؤاهم للوحدة حتى لا يكونوا ملتزمين بالتقيد بما هو مطروح عليهم.. أن الدعوة للوحدة في هذا الظرف التاريخي الذي تمر به البلاد و هي تتعرض لأخطر تحدي منذ تكوينها يستوجب على الاتحاديين التجاوب مع دعوة الوحدة، و الاتفاق على تصور يحمل رؤيتهم السياسية و التنظيمية.. أن وحدة الاتحاديين الآن سوف تجذر موقف الشعب المناصر للجيش و التصدي لكل الأجندة الخارجية التي تريد النيل من وحدة السودان و استغلال ثرواته.. أعتقد أن أغلبية الاتحاديين موافقين على التصور السياسي أن الفترة الانتقالية تشكل فيها حكومة تكنوقراط تنجز مهام السلطة التنفيذية و أيضا يكون هناك المكون العسكري خاصة أن فترة ما بعد الحرب تحتاج إلي تأمين في الأمن.. و أن المحاصصات بين القوى السياسية و التي كانت سببا في فشلها المرة السابقة. الرجوع للتصور السابق يعني استمرار الصراعات المحمومة التي لا تجعلهم ينجزون مهام الفترة الانتقالية. و بعد إكما الثلاث سنوات يجب أن تجري انتخابات لاختياررئيس للبلاد سوف تنقل البلاد للشرعية الدستورية. و هي قضية تحتاج إلي تفاصيل أخرى تتعلق باعمال السيادة و التشريعات و غيرها من التفاصيل التي تحتاج لها الفترة الانتقالية، إلي جانب تكوين المفوضيات و المؤسسة العدلية و عقد المؤتمر الدستوري. أن موقف الاتحاديين لجانب الشعب و الجيش يكشل الركن الأساسي في الاتفاق حول المباديء التي سوف تتكيء عليها عملية.
الخلاف بين الكتل الاتحادية سوف يظهر في العملية التنظيمية، و معروف أن التنظيمات و المجموعات الاتحادية كانت معرضة باستمرار لحالات الانقسامات غير المبررة، و واحدة من إشكالياتها التي تعيق عملية الوحدة عدم المصداقية في القول و عدم التنازل من أجل الوحدة، و الاغرب أن بعض الاتحاديين لا يحترمون نتائج الممارسة الديمقراطية التي تجري بينهما، كل مجموعة تعتقد هي القاعدة التي يجب أن تشكل عليها الوحدة الاتحادية، رغم أن اختيار القيادة لقترة مؤقتة حتى تتم الدعوة للمؤتمر العام صاحب الحق في اختيار القيادة الشرعية..
أن وحدة الاتحاديين في هذا الظرف الذي تعاني فيه القوى المدنية من انقسامات و اجندات مختلفة و متباينة، و أخطرها الأجندة الخارجية التي تتعارض مع الأجندة الوطنية، و أيضا حالة العداء التي أبدتها عدد من دول جوار السودان، تتطلب من الاتحاديين يقدموا تنازلات لنجاح الدعوة، حتى يتفرغوا جميعا للقضية الوطنية، و معلوم أن الاتحاديين بموقفهم الوسطي و عدم التطرف في القول و محاولات فرض الشروط على الأخرين يستطيعوا أن يلعبوا دورا مهما في إدارة حوارا وطنيا يؤدي إلي توافق بين القوى السياسية يسهل عملية التوافق على رؤي سياسية تؤدي إلي حوار سوداني سوداني.. أن قبول المجموعات الاتحادية بالمشاركة ي حوار المسودة التي قدمها الأشقاء في حزب الأشقاء تعتبر خطوة أولى في طريق الوحدة.. و نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة.