بقلم: د.عبدالسلام محمد خير
طلة مستطابة إسمها (النيل الأزرق) بين ضحايا الحرب.. كأنها إشتعلت أصلا لتجريد البلد من الوجوه النيرة، والإعلام الرحيب.. اللهم عودة لكل ما هو منير ورحيب، وإن طال الإظلام.. كم من إعلاميين وصحافيين بقوا في بيوتهم ومقامهم مرموق.. شكرا لهم وبشرى، فمحاولات عنيدة تترى تبشر بقادم أذكى.. هاهي (الزرقاء) تطل، من غير ميعاد.
هل جرى تدشين يعرف بهم – مشكورين؟.. هناك مجلس إدارة، وإسم على لسان الضيوف (سيف الدين حسن) وأسماء جهيرة على الشاشة، نحيي دأبهم وقناعاتهم.. لسان الحال (حواء والدة) ولو جعلوها حربا.. الإبداع لا يطاله النهب، الشدائد ملهمة لحب الوطن.
(الزرقاء) عنوان لإلهام الشدائد.. لا بد من التعريف بها ورصد صداها.. قلتها للأستاذ سيف الدين وأقولها للمهندس محمد علي عبدالماجد: حافظوا على عناصركم، دعوا المشاهد يقترب.
الدكتور خالد لقمان، ما شاء الله تبارك الله، مقدم سطع نجمه، يصلح ضيفا على برنامج عيد من إبتكارات المبدع خليفة حسن بلة، فما سبقه إلا مفيد فوزي!.. تشابه البرامج معضلة، و(الباحث عن أخطائك لا يجد غيرها) !.. د.خالد مبتكر الأسئلة واجهته بسؤال فأفاض : (هدف القناة إعادة الثقة للنفس السودانية الوطنية، والعمل على مداواة الوجدان السوداني الجريح ليعود ويركز على تاريخه التليد وحضارته الباذخة وحاضره الرائد في كافة مجالات الحياة).. أهي ملامح لدستور بلد، أم لمرجعية قناة ؟!. مضى يتجلى فى برنامج يذكرنا (البرلمان) عنوانه (هذه حياتي).
إستدعى مشاهير، بتوازن، حياتهم، تجربتهم العامة.. هل كل هؤلاء عبروا أمامنا ببصماتهم؟!.. البرنامج فيض من الذكريات واللطائف والمواقف والمهنية.. أين يصب هذا؟!.. التنافس بين الأجيال قوامه البصمات، الإقتداء، التعلم من الغير والإضافة.
حلقة (شجرابي).. تلقائية معلومات، تجارب، وخفة ظل.. أشار لشخصيات لها مواقف.. الدكتور هاشم الجاز الأمين العام لمجلس الصحافة تجلى (ودود ومتخذ قرار).. الصحافي النابه ريحانة المجالس عمر محمد الحسن (الكاهن) ينبري بإسهاماته الذكية اللماحة، أينما حل.. رحمهما الله.
المقدم ضيف..أسئلة محيطة، طازجة بشوشة، ومن غير ورق.. ثم (يشايل) ضيوفه (دروب الريدة مهما تطول) .. فهمنا أنه برنامج يستلهم (حسن التواصل).
تعدد الشخصيات داخل الحلقات كان محببا (الرئيس) كإنسان عبر تجربة الثنائى الوطني، الأستاذ محمود أبوالعزايم كأب للصحفيين، رحمه الله، ما ناداني إلا بها (يا عبدالسلام يا إبني) .. دكتورة بخيتة أمين جعلت الحلقة إحتفاء بسيرة الدكتور إبراهيم دقش، رحمه الله، فتجلت عشرة الأيام ورعاية الأبناء.. نعم الوفاء.
(اللهم ألبسني هيبة الأسد).. ورد على النت أنه (العميد مصطفى العبادي يقلب أوراق العمر ويكشف أسرار حياته لبرنامج (هذه حياتي).. البرنامج أفاض وأبهرني.. كنت قريبا منه يوما دون علم بإنه بهذه الخلفية.. ليتنا نعرف (المسؤولين) بخلفياتهم الأسرية والمهنية والكفاحية والسلوكية.. في دول كبرى يفعلون ذلك.
سفير د.علي يوسف.. قطوف من إعلام، دبلوماسية، طلة مألوفة بالفضائيات والمفاوضات، سمت رجل الدولة الحصيف، صمت أنيق، جهير عند اللزوم – علماء الإدارة يقولون (القائد الحق من يختزن)!.. إنسابت خفايا إكتشاف البترول وكيمياء نظرة الدول للسودان.. عرفته الآن، ليتني خاويته على أيامنا في الصين.
هذه حلقات صادفتها.. صداها باق، إعداد الذات، شريكة العمر، تعليم الأبناء، حب الوطن، المهنة، والرزق الحلال.. حلقات مشوقة لكنها قابلة للنقد، ومنه ضآلة التمثيل النوعي – عددا، ففي (الحضور) أكثر من (بخيتة) و(أميرة).. ثم إني توقعت أن يسأل بما يخطر للمشاهد، وهو يشاهد.. منه (شكرا مصر) على الإستضافة.. وفى البال تجربة (التكامل) وأيام الدخول ببطاقة (وادي النيل) فقط لا غير!.
شخصيات أخرى يتحراها البرنامج بسعة أفق فريق تسابق ضيوف الحلقات في الثناء عليه، ونحن كذلك، ثناء مستحق لقناة جديرة بالتميز، موعودة به، بإذن الله.