من منا كافة اهل السودان وكل المدركين لايعرف استاذ الاجيال الراحل محجوب محمد صالح وكيف انه كان صحافيا متوازنا متزنا حكيما وطنيا في كل مايكتب ويقول..
من منا من لم يقرأ افتتاحياته وهي تجنح للنصح وتبحث عن المخارج حتى في احلك الظروف واحرج المواقف التي تمر بها البلاد ؟؟
من منا يذكر له موقفا واحدا سعى من خلاله لاقصاء الآخر وتخوينه ومعاداته بمثما فعل بعضنا ببعض حتى وصلنا الى ماوصلناه الان؟؟؟
بالامس كنت حضورا في ليلة تابينه التي نظمتها لجنة تسكر على ذلك وتلام على انها من لونية واحدة حسبما رايت وهو امر ادى الى حضور اكثرية من هذا الانتماء وغياب جل من يقفون في الجانب الاخر من هؤلاء..
وانا في الطريق الى حديقة دار العلوم بالسيدة زينب التقيت ببعض الاخوة من بينهم بروفيسور صديق تاور ثم في مدخل القاعة التقيت الاستاذ وحدي صالح وحين جلست كان امامي محمد الفكي سليمان وسارة نقد الله وبولاد واخرين ومن على المنصة رأيت زملاء من بينهم شوقي عبدالعظيم وطاهر المعتصم بوصفه سكرتير النقابة التي نظمت الاحتفالية..
سالت من كان يجاورني من الصحافيين.. كم عدد الصحافيين بين هذا الحضور الكبير ؟ فاجاب بانهم فوق المئة..
تسييس الفعالية بدا بقلة مشاركة الصحافيين من كل التوجهات والاتجاهات وبمقاطعة البعض لمثل هذا التابين وهو تابين لرمز وطني ولاحد اباء الصحافة والصحافيين..
بدا الحفل بآي من الذكر الحكيم بصوت الشيخ الراحل صديق احمد حمدون ثم نشيد العلم الذي وقف له الجميع ثم الوقوف دقيقة حداد على روح الفقيد وشهداء الحرب التي تشهدها البلاد ثم تسييس التابين من بعد بهتاف معلوم (الثورة ثورة شعب والسلطة سلطة شعب.. العسكر للثكنات والجنجويد ينحل) ، ثم من بعد كانت الكلمات وكان التكريم للفقيد في شخص اسرته..
لم نعتقد يوما ان الراحل محجوب محمد صالح كان أو سيظل ملكا لجهة وإن من حق ال (قحت) ان يتحكموا في كل فعالية أو فعل يليه ولم نكن نتوقع ان يقاطع بعض أصحاب المهنة وكبار الصحافيين وخاصة من عاصروا الأستاذ محجوب وعملوا معه أو تحت ادارته مثل هذه الفعالية التي تقام ونحن في عز الاسى والماساة..
ليتنا نتفق على مشتركات نعظم فيها كل اسهم في تاريخ هذا البلد سلبا أو ايجابا ذلك انه حين اسهم لم يكن يقصد لبلاده إلا الخير وليتنا نتجاوز جميعا في مثل هذه الاحوال ما اختمر في رؤوسنا وعقولنا من مواقف بنيناها على اساس سياسي أو اجتماعي أو ديني عسى ولعل تعود الحياة عندنا وربنا الى ماكان عليه اهل السودان من تاخ وتقارب وإن اختلفوا سياسيا وبعض ماذكره الراحل في كتاباته يشهد على ذلك حيث رافق الراحل احمد سليمان المحامي وفد الاحزاب السودانية لتهنئة ملكة بريطانيا في الخمسينات بإسم الحزب الشيوعي ولم يقل اي منهم لن نكون في وفد يجمع النقائص..
وكان الله في عون الجميع.