بقلم: الحاج أحمد المصطفى
تعجز الكلمات والحروف.. ينكسر القلم ويأبي ان يخط عبارة عبود توفي.. اليوم رحل الأخ الأكبر والصديق الذي كنت اناديه دوما بسعادة الفريق عبود والذي سمي عليه.. رحل عبود سيف الدين مدير اذاعة بلادي المخرج والاذاعي ومقدم البرامج وباني نهضة اذاعة ومدني. المدينة الذي ذهب إليها في مأمورية لأيام قليلة مبتعثا من الاذاعة السودانية فبقي فيها سنوات وسنوات مديرا لاذاعتها.
رحل عبود الذي كان الواحد منا بمجرد ما ان يفكر في إكمال نصف دينه حتي يأتيه هاتف عبود (شهر العسل علينا في ودمدني) مدني التي احبها واحبته فرحل إليها مع طاقم اذاعة بلادي بعدما اجتاحت المليشيا المتمردة مبني الاذاعة كغيرها من مناطق الخرطوم وبقي فيها حتي لاحقته المليشيا هناك فلم يركن ولم ييأس كعادته فنقلها لبورتسودان حتي انتقل اليوم الي جوار ربه.
رحل عبود سيف الدين ووضع عصا الترحال ليلحق برفيقه المهندس صلاح طه اسماعيل.. رحل عبود وومدني تحت رحمة العصابات المتمردة تئن ويبكي اهلها مما لحق بهم من دمار وخراب فتزداد ودمدني واهلها اليوم حزنا علي حزن والما علي الم برحيل عبود سيف الدين.
رحل عبود وهو الذي اعانني في انشاء اذاعة كوستي يوم ان فتح محطته الاذاعية في ودالمجذوب لتنقل اخبار وأنشطة اذاعة بحر ابيض من كوستي عبر سوداتل لأهلنا في النيل الابيض والجزيرة وسنار والقضارف.
رحل عبود الذي كلما هاتفته لأمر في اذاعته رد علي (بحاضر ياابو الحجاج) اللهم ان عبود سيف الدين حل عليك ضيفا فلاتحاسبه بعمله بل حاسبه بكرمك وعفوك واجعل الجنة مستقره.. وانزل الصبر علي اسرنه وأهله واصدقائه ومعارفه في اذاعة بلادي وومدني وأم درمان وكل من عرفه.. انا لله وانا اليه راجعون ولاحول ولاقوة الا بالله.