البنك المركزي يتصدى لمليشيا الفساد الاقتصادي

بقلم: عبود عبدالرحيم
ليست الحرب فقط مواجهة مليشيا وتمرد على الارض في ولايات ومحليات، وليست استخدام سلاح واقتناص المرتزقة الوافدين هنا وهناك، ولكنها ايضا في مجال آخر هو ميدان الاقتصاد ومعاش الناس، المليشيا والمرتزقة من وراء الحدود ساعدهم تماسيح الاسواق والعملات داخل البلد في ملعب الحرب الاقتصادية، تجار حروب وعصابات فساد تنخر في عصب الاقتصاد السوداني، تسعى لتجد لها موضع قدم في بنك السودان المركزي الذي يمثل احد قلاع مؤسسات الأمن القومي، لايقل في ذلك عن القوات المسلحة والنظامية وكل رموز المؤسسات القومية.

أغلقت قيادة بنك السودان المركزي كل منافذ ولوج المفسدين والفقاقيع الطفيلية لممارسة تجارتهم عبر ممثلين للمليشيا تم تمكينهم من بعض مفاصل البنك المركزي خلال فترة تواطأ فيها حمدوك بتنفيذ تعليمات الخارج وهو يسلم حميدتي ادارة الملفات الاقتصادية.

وعندما بدأت قيادة البنك المركزي برئاسة المحافظ السيد برعي الصديق أحد افضل خبراء المصارف في التصدي لأوكار الفساد والطفيليات بمساعدة معاونيه الذين يؤمنون بالوطن وحساسية مهامهم العملية، انطلقت حملات التشكيك وتصاعدت حول قيادة البنك الشائعات حتى بلغت تزوير قرار بإقالة المحافظ من منصبه الذي حظي فيه بثقة القائد البرهان استنادا لمسيرة وخبرة مصرفية في كافة منافذ بنك السودان المركزي وادارة مطابع العملة، كما انه انتج العديد من البحوث وشارك في مؤتمرات دولية واقليمية واضعا السودان ومصرفه المركزي منطلقا اساسيا لمكانته.

بعد تعديلات قانون جهاز المخابرات بتوقيع واعتماد رئيس مجلس السيادة، اصبح القانون اسنادا لتوجهات البنك المركزي في ضرب اوكار الفساد، وخلال وقت وجيز بدأ محافظ البنك المركزي تحقيق مقاصد الحملات على المفسدين الذين يتخفى بعضهم وراء لافتات رجال الاعمال لضرب المؤسسات المالية والاقتصادية ويساهمون في انهيار العملة الوطنية.

رغم الحرب المدمرة والتي استخدم مشعلوها كل اذرع الخيانة التقدمية السياسية والاقتصادية، لكن ظل بنك السودان المركزي عصيا عليهم، واستطاعت قيادة البنك ادارة الفروع والمصارف في كل الولايات الآمنة وحافظت على اموال المودعين وحركة الاقتصاد الوطني في وقت كانت المدفعية الثقلية محليا واقليميا ودوليا تتوجه على كل مفاصل الدولة السياسية والاقتصادية.

غدا ان شاء الله تدك قواتنا المسلحة بقايا المليشيا وعملائها السياسيين وطفيلياتها الاقتصادية، ويستعيد الجنيه السوداني كامل عافيته، ويطمئن الشعب السوداني على تماسك اهم ركائزه المالية والاقتصادية في بنك السودان المركزي بمحافظه برعي الصديق ومعاونيه الذين سدوا الفرقة في واحدة من اخطر منافذ الحرب وتحطيم مؤامرة انهيار الدولة.

الرحيمعبدعبود