زيارة رئيس مجلس الوزراء عبدالله حمدوك برفقة عدد من الوزراء لقيادة قوات الدعم السريع امس تعتبر حدث الاسبوع الأبرز.
وبينما ظلت قطاعات واسعة تتحدث حول ضرورة تعاون العسكر والمدنيين، كانت هناك اصوات أخرى شاذة تسعى للإيقاع بينهما.
مرامى الساعين للوقيعة بين المكونين ظلت دائماَ تركز على شيطنة الدعم السريع وإضعاف عزيمة الجيش، والتقليل من جهد المدنيين.
ظهر ذلك جلياً في تضخيم الحوادث الفردية من بعض منسوبي الدعم السريع، وفي التقليل من انتصارات الجيش بالجبهة الشرقية، وفي السخرية من قرارات حكومية.
واياً كان مصدر مبادرة زيارة حمدوك لقيادة الدعم السريع وتبادل الكلمات المسؤولة مع حميدتي، فانها زيارة تاريخية سيكون لها مابعدها.
وقفت عند دلائل محتوي كلمتي القائد حميدتي والرئيس حمدوك، فوجدت عنوانهما الصراحة والاجابة على اسئلة يتم الهمس بها وراء الجدران.
حميدتي استعرض دور الدعم السريع في الثورة وانحيازها للشعب وتعهد بالمحافظة على الامن والاستقرار وتحقيق أهداف الفترة الانتقالية.
ودعا لعدم التركيز على تقسيم “مدني وعسكري” مطالباَ بالتعاون لتجاوز الاحتقان السياسي وقال ان مبادرة حمدوك تمثل مخرجاً للتاسيس عليها.
وطالب حميدتي ببذل جهد اكبر للإصلاح وتحسين الخدمات الضرورية والاهتمام بمعاش الناس وإرساء دعائم السلام وفرض هيبة الدولة.
من جهته اشاد حمدوك بالدعم الذي قدمه حميدتي لمبادرة الانتقال والتحول الديمقراطي واحترام القانون والالتزام بمتطلبات الدولة الوطنية.
ونصح حمدوك قوات الدعم السريع بالاهتمام بتطوير قدراتها وكفاءتها مشيداً بالانخراط الايجابي لها مع مؤسسات الدولة في برامج حقوق الانسان.
ورغم ان حمدوك وصف زيارته لمعقل الدعم السريع بانها ضمن جولاته للمؤسسات العسكرية، لكنها تمثل رسالة لآخرين باليتوقف عن محاولات الفتنة بين شركاء الفترة الانتقالية.
ظل المواطن يعاني الكثير من صعوبات المعاش والاحتياجات الضرورية في المأكل والمشرب الصحة والتعليم، بينما القوى السياسية “تخرج لسانها مستهزئة”، ولا تتوقف صراعاتها.
متى ترتفع هامات تجار السياسة الى ما يشغل الناس، ويجمدون قليلاً صراعات المكاسب الحزبية الذاتية التي تبعدهم من شباب وترس الثورة.
الرياضيون في زمان مضى، كانوا يطلقون علي مباريات القمة الهلال والمريخ عبارة “لقاء السحاب” ذلك من فرط ندرتها وحساسيتها وتاثيرها الحاسم للدوري.
وتستحق زيارة الامس وقمة حميدتي وحمدوك ان توصف بانها “لقاء سحاب” له تأثير في وصول الرسالة المطلوبة لمن يضع مصالح السودان وشعبه في مقدمة اولوياته.