بقلم/ عبود عبدالرحيم
أنهى مؤتمر اليوم الواحد بالقاهرة أعماله في محاولة جديدة لإنهاء الحرب في السودان، واذا كانت الحكومة المصرية قد هيأت الزمان والمكان لإلتقاء القوى السياسية المدنية بالعاصمة الادارية الفخيمة، فان اهل السياسة السودانيين المشاركين في المؤتمر فشلوا “كالعادة” في التوافق على أبرز نقاط التداول بالمؤتمر.
مصر استضافت المؤتمر بعد استماع لرؤية “دول الجوار” وكان الهدف الاساسي هو وقف الحرب وإنهاء معاناة السودانيين المشردين بين نزوح داخلي ولجوء خارجي.
لكن الشاهد ان طبيعة السودانيين أصعب في التعامل معها من جمع قادة وحكومات دول الجوار، “ساسة السودان” للاسف تسيطر عليهم “نزعة الانتماء للقبيلة” وساسة السودان للاسف تتحكم فيهم ” التزامات الجنسية المزدوجة”، ساسة السودان للاسف “لا تهمهم معاناة شعبهم بقدر ما يجتهدون في تعبئة جيوبهم وارصدتهم”.
واحدة من ابرز خلافات مؤتمر القاهرة، كانت الادانة الصريحة لانتهاكات الدعم السريع، لا اجد مبررا للتحفظ على ذلك من قادة “تقدم”، فالادلة نشرها افراد المليشيا انفسهم عبر الصورة والفيديو، والشواهد موثقة للقتل والاغتصاب والنهب وتشريد الاسر واحتلال منازلهم، فكيف يطالب “سياسي” بمساواة مافعله التمرد مع ما يقوم به الجيش السوداني من مهام هي من صميم اختصاصاته في رد العدوان وحماية المواطن، حياته وعرضه وممتلكاته؟.
كيف يجتمع “ساسة السودان” ويرفض بعضهم مجرد التعاطف مع الضحايا؟ كيف يفشلون في تسمية انتهاكات المليشيا الواضحة للعالم؟ لم يكن مطلوبا التزام جهة بتعويض ما فقده المواطن، لان مفقوداته لاتعوض ولو تم وزنها بكل كنوز الارض، قولوا لي كيف يتعوض فقد العرض، كيف تتعوض ارواح الاطفال والنساء والشيوخ والشباب التي أهدرت بلا سبب؟.
شكرا لمصر قيادة وشعبا، فقد فتحت قلبها وابوابها لاستضافة اهل السودان ومنحهم ملاذا آمنا، شكرا لمصر وهي تستضيف السياسيين السودانيين آملا في تواضعهم من اجل ما تبقى من الشعب السوداني، وليس على مصر ان قادة الاحزاب والقوى السياسية والمدنية تخاذلوا في التوافق او الخروج بنقطة واحدة للإلتقاء، ومن عجب انهم رفضوا حتى المصافحة، فكيف يتفقون؟.
شكرا لمصر .. لم يكن مطلوبا منها فرض حلول ولا تعليم سياسة السودان حب وطنهم واحترام شعبهم، حسب مصر الشقيقة، انها عملت لجمع اهل السودان واستضافتهم وتمهيد الطريق للوصول الى توافق على حلول قضاياهم ووقف الحرب وإنهاء لمعاناة شعبهم، لكنها للاسف وجدت سياسيين لايتفقون حتى في قروب واتساب!.
مؤتمر القاهرة يمثل موقفا اضافيا يؤكد للشعب السوداني ان من يطلقون على انفسهم صفة “القيادات السياسية” بعيدون كل البعد عن المعاناة اليومية والفظائع المستمرة التي يواجهها اهل السودان.
مؤتمر القاهرة دليل جديد ان القوات المسلحة السودانية واجهزة الامن والامان والذين يبذلون حياتهم ودمائهم فداء السودان هم الذين يستحقون الاسناد لإنهاء تمرد الدعم السريع الذي اصبح مليشيا بعد دخول افراد ومجموعات من دول الجوار الافريقي للمشاركة في قتال اهل السودان وتشريدهم.
لن تتوافق القوى السياسية المدنية في اي شأن سوداني وطني يهم اهل السودان، لذلك فان قوات الجيش السوداني المشبع بحب الوطن والولاء له، هو الملاذ من بعد الله وقدرته وحوله.