قد لا تكن هي المرة الأولى التي يخرج فيها اجتماع أو مؤتمر ببيانين مختلفين يتبنيان وجهات نظر من شاركوا في اللقاء أو المؤتمر.. وقد لايكون ماحدث في اجتماع القوى السياسية السودانية بالعاصمة المصرية اليومين الماضيين هو الاول من نوعه من حيث المخرجات ولكنه وبدون ادنى شك هو المتفرد بان جمع احباء يوم ما وشركاء وقت مضى اسهموا جميعا فيما الت إليه احوال السودان وماصرنا فيه وعليه من ذل وهوان على الناس..
شركاء ألامس الذين تضافرت جهودهم لانجاح مقولة (تسقط بس) دون وضع البدائل والأفكار التي تقود الى الأفضل والذين اهتموا انذاك باعتلاء الكراسي وفرقت بينهم اليوم هذه الكراسي جمعتهم مصر لأجل ايقاف الحرب في السودان ومعالجة اشكالاته القائمة ولم تتوقع ان يخرجوا من قاعة اجتماعاتهم اكثر اختلافا واكثر تفرقا عما كانوا عليه!..
خرج اجتماع اليوم الواحد ببيانين يعبر كل منهما عن رأي كتلة من كتلتي الحرية والتغيير اللتان اجتمعتا لحل قضية السودان وقد كانتا جسما واحدا اورد البلاد موارد الهلاك..
بيان كتلة الهائمين في بلاد الله بعد ان خرجوا من السلطة ومن اطلقوا على انفسهم كتلة (تقدم) احتوى على مايفيد بان الفرقاء خرجوا متفقين على ضرورة ايقاف الحرب فورا مع اليات ذلك الايقاف وعلى فتح الممرات للاعمال الانسانية وعلى أدانة كل الانتهاكات التي حدثت دون الخوض في تفاصيل وتحديد المنتهك ثم ذهب بيانهم الذي كذبوا بقولهم انه خرج باجماع المجتمعين ذهب الى قضيتهم الاساسية وهي اليات وطرق اعادتهم الى الحكم ..
في الجانب الاخر.. خرجت علينا كتلة الحرية والتغيير القابضة على السلطة (الكتلة الديمقراطية) ببيان يكذب بيان اخوة ألامس ويعلن للناس ان بيان اولئك لم يكن متفقا عليه بل ان من تلاه لم يكن محل اتفاق الفرقاء وإن كثيرا مما ورد فيه كان محل اختلاف!!.
منذ ماقبل اللقاء قلنا ان ايقاف الحرب ليس بيد هؤلاء وان من دعتهم مصر للبحث عن الحل هم اساس البلاء وهم أسباب مااصاب السودان وبالتالي هم الاقصر قامة في البحث عن حلول لمشاكل السودان وتحديدا قضية ايقاف الحرب ومنع المزيد من التهجير والمزيد من الانتهاكات..
الحرب معلوم ان من اججها ولازال مستمرا فيها ويوسع من نطاقها هم مليشيا الدعم السريع ومن شايعهم من سياسيين. .
ان كان لمصر أو غيرها من دول العالم ومنظماته رغبة صادقة في ايقاف هذه الحرب والبحث عن حلول لمشاكل ومسببات مشاكل السودان فليفرضوا على هذه المليشيا المتمردة التوقف فورا عن اجتياح القرى والمدن والبلدات وان تنسحب مما دخلته قواتها من مدن وقرى ومملوكات الدولة وممتلكات المواطنين وإن تتوقف عن السرقة والنهب والاذلال.
فقط ليفعلوا هذا وليفرضوه فرضا على المتمردين وسيجدون الا حرب في السودان وإن التهجير قد توقف وإن السودانيين بدؤا العودة الى ديارهم من المنافي والملاجئ والمهاجر وهمهم اعادة اعمار بلادهم التي دمرها حقد وسلاح المتمردين.. ثم من بعد ذلك تنعقد المؤتمرات لبحث مسببات مشاكل السودان ..
وكان الله في عون الجميع.