(على الملأ) عمر سيكا: زيارات بعد مؤتمر القاهرة

الزيارات ذات التمثيل الرفيع ومؤتمر القاهرة وتصريحات الرئيس البرهان غير الرافضة لمؤتمر جدة تحمل مبشرات القادم بالعودة من المنافي القسرية لشعبنا الذي توزع على دول الجوار وعلى دول الخليج حتى الى دولة الشر الامارات.

حضور تقدم بقيادة حمدوك وقادة الحركات المسلحة ممثلين لفصائلهم وليس الحكومة مقروءة مع زيارة نائب وزير الخارجية السعودي وزيارة ابي احمد رئيس وزراء إثيوبيا والزيارتين غير المؤكدتين للرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمبعوث الأمريكي رفيع المستوى جميعها تشير على نحو راجح الى أن ايقاف هذه الحرب قد أصبح هما دوليا.

لا يعترينا الشك بأن قيادة الدولة الحالية تمتلك من الحكمة والاوراق الميدانية والاقتصادية من حيث الموارد ما يمكنها من إضافة الثقل المطلوب لترجيح رؤيتها في تحقيق السلام الذي يجلب العدالة والاستقرار والثوابت التي يقتضيها بناء دولة ذات مؤسسات فاعلة وقاعدة حكم راسخ.

ذلك طريق طويل لكن الإرث التاريخي لدولة السودان في كل مراحل تشكلها منذ بدء التاريخ كفيل بأن يجعل من عبور هذا الطريق الطويل أمرا ممكنا وقيد المتناول وفي الوقت ذاته هناك الأمر الملح بأن تتولى هذه الاطراف وأصحاب هذه الزيارات كف الأيدي الخارجية من التدخل في الشأن السوداني وما تبقى أمر رهين بإرادة الأطراف السودانية وتوجهها من أجل تصحيح ما كان وكفالة الضمانات بألا يعاد انتاج ما كان مهما كانت الدوافع والبواعث والمغريات.

إن الطموحات الفردية الأنوية والتردي في مهالك العمالة والخضوع للمخططات مجهولة الدوافع مرفوضة بحكم التربية الوطنية ومواصفات الاستقلال الذي حققه الشعب السوداني وحافظ عليه مدى السنوات والحقب ومن ثم فإن العودة إلى وطن السلام والتعايش والتعاضد رهين بالتمسك بالصفات الأخلاقية والمثل العليا التي طالما وسمت الفعل السياسي في مراحله التاريخية.

لذا فإن استبعاد أي من القوى الوطنية أمر مرفوض بل مضر بالمسيرة القادمة أنه ليس هبوطا ناعما ولكنه استصحاب للرؤى والتجارب والأفكار التي وسمت مسار العمل الوطني والسياسي ذلك ما ينبغي أن يفهم وليس سواه على خلفية من حسن الظن والثقة.

ابي احمدالبرهانالسعوديةالسودانبوتينمؤتمر القاهرة