ذهبا إلى “دكان” الحي يتسابقان الخُطى بفرح وأرجل مُكتملة، لم يدر بخلدهما أن حياتهما ستنقلب رأساً على عقب بأن تنتقص تلك الأعضاء في لمح البصر، وذلك أثناء عودتهما من المتجر، حيث سمعا وقع صوت دوِّي كبير لا يحتمل، لم يجدا نفسيهما غير أنهما ممدين على الأرض، وكان القدر والمصاب الموجع بأن رائش الدانة التي انفجرت بالقرب منهما بسبب التدوين العشوائي لمليشيا الدعم السريع على المنطقة تسبب في إصابات بالغة لهما، ليعودا بعد أن فقد كل منهما جزءاً من أطرافه.
تحدث الطفل، فارس إبراهيم، الذي بُترت قدمه ويده اليسرى بسبب الحادث وأجريت له عملية ترقيع بمستشفى النو بأنه بعد الإصابة أسعفوهما الجيران، وأنه بصحة جيدة، وختم حديثه (الدعامة ديل أنا ما عافي ليهم حقي، الله يأذاهم).
فيما قالت شقيقته، تقوى إبراهيم، التي تم بتر قدمها اليسرى هي الأخرى بسبب الإصابة: (كنا راجعين من الدكان، شميت لي ريحة قلت لي فارس أخوي الدانة ضربتنا، قول لا إله إلا الله محمد رسول الله، بعدها الجيران أسعفونا وتم بتر رجلي وحيركبوا لي طرف صناعي).
اختتمت الطفلة تقوى حديثها (أنا ما عافية للدعامة).