بقلم :زين العابدين صالح عبد الرحمن
توتو كورة هي لعبة الحظ ” الميسر” و بعض أخر يقول ميسر مخفف، و حتى الآن لم يأتينا بالقول الفقهي الذي خففه. و ظهرت في عهد جعفر نميري؛ أن تملأ الخانات المربعة في الكبون بالفرق التي سوف تفوز في المنافسة التي كانت معلنة من قبل. و توزع جوائز على الفائزين و كانت تلعب كل أسبوع.. البعض قال هي ملهاة للناس حتى لا يشتغلوا بالسياسة، و البعض الأخر قال أنها ترفيه، و الذين قالوا ذالك هم سياسيين كل يلعب لصالح ورقه..
في تسعينيات القرن الماضي و في القاهرة؛ وجدت نفسي قريبا من مكتب القطب الاتحادي السيد محمد الحسن عبد الله يسن الذي شغل منصب عضو مجلس السيادة في الفترة الانتقالية في الديمقراطية الثالثة “1986- 1989” و ذهبت إليه و عندم طرقت الباب فتح السيد يسن شخصيا، و قبل السلام قال إلي (جميل أنت حضرت الواحد جالس لوحده مثل الشيطان) سألته عن السكرتيرة؛ قال ذهبت تقضي بعض الأشياء، و توجهت للمطبخ و عملت الشاي لنفسي و لقهوة لسيادته.. سأته متى تسقط الإنقاذ حتى يرجع الناس لبلدهم؟ قال: ليس قريبا المشوار طويل.. قلت له إليس لديك ثقة في المعارضة؟. قال أنا ترأست اللجنة التنسيقية ” للتجمع الوطني الديمقراطي” منذ تكوينه لأكثر من خمس سنوات حتى حضر مولانا الميرغني، و كانت هي الفرصة التي انتهزتها لكي أترك العمل السياسي.. قلت لم تجاوبني على السؤال لماذا لا تثق أن المعارضة سوف تسقط النظام؟ قال أن الخلاف بين مكونات المعارضة أكبر من خلافهم مع الإنقاذ، و أنظر إلي الخلافات؛ ليس فقط في تحالف التجمع الوطني لوحده، داخل الأحزاب نفسها أنظر للتشققات التي حدثت فيها، هل تنبيء أن هؤلاء قادرين على مصارعة النظام؟
فجأت قفز إلي قضية أخرى: قال في يوم 23 مايو 1969جاءني الدكتور موسى المبارك الساعة الثانية صباحا، و طرق الباب طرقا ايقظ كل ناس البيت.. فتحت الباب لزاني و دخل مباشرة على الصالون، سألته أن شاء الله خير، قال و كان يظهر عليه الإعياء و الرهق الشديد، و طلب عشاء.. بعد ما آكل سألني سؤال هل نما إلي علمك أن هناك حركة تغيير في البلاد، أو أي إشارة تدل على ذلك؟ قال يسن: قلت لا علم لي بذلك، و حتى الرئيس الأزهري كنا معه أمس لم يبين عليه أنه يشعر بالذي تتحدث عنه.. قال فخرج.. ثم حضر إلي في منتصف الليل يوم 24مايو 1969و لكنه لم يطرق الباب كما كان بالأمس.. و سألني نفس السؤال و دردش معي عن أحوال البلاد ثم خرج في الواحدة صباحا.. قال يسن في الخامس ايقظوني بأن هناك انقلاب، و في نفس اليوم عرفت أن الدكتور موسى المبارك و الدكتور محي الدين صابر و بابكر عوض الله هي مجموعة القوميين التي كانت مشاركة في عملية تخطيط الإنقلاب مع الحزب الشيوعي لإسقاط الديمقراطية الثانية.. ثم قال يسن أن السياسيين السودانيين دائما تدفعهم المصالح و ليس الشعارات التي يرفعونها، و قال لا تصدق ما يقوله السياسيون إلا بعد ما تتأكد منه..
عندما رجعت للمركز الذي اعمل أردت أن اتحقق من هذه العبارة الأخيرة للسيد يسن، و في المركز وجدت صديقي أحمد البكري، و قلت له تذهب معي مشوار أريد أن أتأكد من مقولة قالها إلي السيد محمد الحسن عبد الله يسن.. و ذهب معي قلت له سوف نذهب لواحد من قيادات المعارضة، و سوف أفبرك خبرا و نرى ردة فعل الرجل؟ أصر أحمد لمعرفة السبب؛ قلت له أريد أن أتحرى من صدقية الأخبار التي توزع على الناس صباحا و مساء من قبل بعض القيادات السياسية.. قلت لصديقي أنني سوف أدعي أن هناك لواء من الجيش قد تمرد في دارفور، و ربما يعلن أنضمامه إلي المعارضة، و نرى ردة فعله مع الخبر.. عندما وصلنا رحب الرجل بنا، و كان معه ضيوف بعد دقائق أعلنا أننا على عجل،و استأذنا الرجل دقيقة و أخذنا جانبا، و حدثته بالخبر المفبرك..اعتقدت الرجل سوف يتحرى عنالمعلومة.. و لكنه قال الرجاء لا تقولوا هذه المعلومة إلي أي شخص، أمس جاءتنا المعلومة منتصف الليل، و نحن في اتصال متواصل مع قائد اللواء، و هذا اللواء سوف يكون إضافة تحدث تغييرا كبيرا في منهج المعارضة.. رجاء ثم رجاء لا تتحثوا مع أي شخص فيها..
خرجنا من الرجل أول تعليق لأحمد البكري “للعلم أحمد البكري وظيفته التمثيل و الدراما“ قال حقيقة نحن الممثلين و هذا عملنا، ولا هؤلاء هم الممثلين على مسرح سعته مليون ميل مربع…!؟
أن الإرث السياسي السوداني متواصل يقبض بخناق بعضه البعض، و كل مرحلة لها تأتي بقيادات مغايرة في الشكل، و لكنها تحمل ذات جينات السابقين، في تسعينيات القرن الماضى لم تكن هناك وسائل اتصال اجتماعي، تنتشر المعلومة بسرعة كبيرة، و هذه المرحلة خاصة بعد الحرب مرحلة “الترند Trend “ و لكنها تستخدم أيضا بذات المغذى السابق برفع الترند بأن هناك لقاء “مصري سوداني أماراتي في العلمين” يبدأ الكل ينظر للعلمين رغم أنه ترند False و يأتي الزمن المضروب دون حدوث شيء، و يرسل أخرى بهدف محو الذاكرة و شغلها بأخر ” دخول الإغاثات بالقوة دون موافقة السلطة في السودان” و يتكسر المجداف.. و ما يزال ترند ” مفاوضات جنيف” و هي مفاوضات مضروب لها الزمن و لكن السلطة السودانية لم تعلن حتى الآن موافقتها.. الغريب في الأمر أن إدارة الصراع في السودان أصبح بينالدول الخارجية أمريكا و الاتحاد الأوروبي و الأمارات و السعودية و المنظمات الخارجية و السلطة الحاكمة في السودان و الجيش، و ليس مع السياسيين الذين فضلوا أن يجلسوا على مقاعد المتفرجين.. اعتقد أن الحرب و الأزمة السياسية الدائرة الآن قد بينت ضعف قدرات النخب السياسية في إدارة الأزمة، و أن القدرات في الشارع أفضل كثير من داخل الأحزاب.. حيث أصبحت عناصر الأحزاب هي التي تدير فاعلية الترندات في الوسائط الاجتماعية و فقا لقانون ” توتو كورة” ربما واحد من الترندات يضرب و يحل الناس كما حل بله، حقيقة انا لا اعرف قصة بله ربما شوقي بدري الرجل الدهري يحدثنا بهأ.. أو الصحافي بله المدني أو الباشمهندس بله البكري.. نسأل الله حسن البصير’..