يوسف عبدالمنان يكتب: «قدورة» مستشفياً بالقاهرة

غادرنا أمس للقاهرة الدكتور الفنان الأستاذ عبد القادر سالم مستشفيا من المرض العضوي والرهق النفسي الذي أصابه ضمن ملايين السودان حيث سرق اشاوس الدعم السريع بيته وتاريخه وزكرياته واسطواناته وصوره وكتبه وكل ارثه الفني من أجل إقامة دولة الديمقراطية والقضاء على دولة حدود ١٩٥٦ التي يمثل عبدالقادر سالم بارثه الفني احد اعمدتها.

أصيب عبدالقادر معنويا بالإحباط والأسى وعضويا بمضاعفات السكري وتم إجراء عملية جراحية له بمستشفى النو بامدرمان وبعدها كان قرار الدولة ممثلة في الفريق شمس الدين كباشي بسفره للقاهرة للعلاج والنقاهة ورغم ممانعته ورفضه في بادي الأمر السفر ولكنه ازعن في آخر الأمر.

وهرعت جهات عديدة تسابقا لتكريم هذا الرمز الفني الشامخ وحفته رعاية الأصدقاء والمخلصين من ابناء السودان ممن عشقوا هذا الفن النبيل، وساهمت شركة تاركو للطيران بتزاكر السفر وشمس الدين كباشي بنفقات العلاج والداخلية ممثلة في الفريق موسى جره وعثمان دينكاوي باستخراج الجوازات له وأسرته وكان الفاضل مفضل مدير جهاز الأمن مساهما في العلاج.

وبعد وصوله بورتسودان جاءت رموز الدولة والمجتمع لزيارته والوقوف لجانبه الفريق محمد ألغالي الأمين العام لمجلس السيادة والدكتور عبدالله ابراهيم وكيل المالية والأمين العام لديوان الزكاة وأبناء كردفان وجبال النوبة بصفة خاصة وجودا دائما بالقرب منه وللاخ الصحافي الإنسان عادل سنادة دورا فاعلا في تنسيق الجهود مع مكتب كباشي وسهر عادل لراحة قدورة.

اما حافظ محمد شاشا مساعد المدير العام لشركة تاركو موقفا مشرفا جدا في متابعة سفر الدكتور حتى وصوله القاهرة وساهم الدكتور عمر شيخ الدين المدير العام لشركة الأسواق الحرة في ترتيبات السفر منذ البداية والشكر لآخرين من الأطباء والممرضين بمستشفى النو واللواء طيار طلال على الريح الذي تابع سفره من وادي سيدنا وكل منسوبي القوات المسلحة التي وقف معها عبدالقادر سالم وغني لمجدها وخاض معها معركة الكرامة ورفض المساومة عندما عرض عليه جنجويد مدينة الابيض ان تتكفل رابطة أبناء الأبيض بعلاجه بشرط أن يتخلى عن دعمه للجيش ورفض عبدالقادر سالم هذه المساومة الرخيصة وقال لفتحي بكراوي شكرا لكم لا اريد منكم إلا التحية، وهاتفه مناصري الجنجويد في الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن جمعو مالا باسمه وقالوا له (خلي الجيش يجيبك ونحن بنعالجك) فقال لهم قدورة انا مع الجيش ولست انتهازيا ولا اطلب العلاج من أحد.

كان عبدالقادر كبيرا وأصيلا وفي آخر تسجيلاته التي بثت القم الجنجويد حجرا في زمن الصمت والخوف والخنوع والسير جوار الحوائط
شفي الله عبدالقادر سالم الإنسان الفنان الذي زرع الفرح في النفوس ببسامته وباخر اناشيد الوطنيه لمعركة الكرامة ليثبت أن الفن موقف قبل أن يكون لحنا وموسيقى وفي معركة الكرامة تمايزت الألوان وكان قدورة في طليعة المطربين الوطنيين ماخان ومابدل.
نسأل الله له العافية والعودة لأرض الوطن ليغرد للعزاري في يوم تحرير الخرطوم.

القاهرةعبد القادر سالم