الرسالتان المهمتان في حديث حميدتي

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

هناك أسئلة مهمة تعتبر كمدخل لحديث حميدتيلابد من طرحها قبل الدخول في استخلاص الرسالتين: هل حميدتي بالفعل قتل أمام القصر الجمهوري؟ و إذا قتل من الشخص الذي يوجد في أبوظبي الآن، و طاف على عدد من الدول الأفريقية،و التقي بقيادات ” تقدم” في أديس أبابا و وقع معهم الإعلان السياسي في أديس أبابا هل روبوت؟ و إذا لم يقتل و أن الشخص الذي يوجد في أبوظبي هو حميدتي بشحمه و لحمه معنى ذلك أن الحديث الذي قاله يجب التعامل معه بجدية.. في كلا الحالتين أن الحديث غير المتزن الذي أدلى به يكونعدم الإتزان مقصودا، لأنه يحمل رسائل للدولة التي تستضيفه، بهدف أن القيادات السياسية في أبوظبي هي صاحبة الفكرة، و هي التي تريد أن ترسل الرسائل على لسان حميدتي، إذا كان هو شخصيا أو “روبوت”..

الرسالة الأولى تؤكد أن الأمارات قد وصلت إلي قناعة أن ” الميليشيا” قد خسرت معركتها، و أن الجيش قريبا سوف ينتصر أنتصارا كاملا، و تبدأ مرحلة معاقبة الأمارات على فعلتها من خلال المؤسسات العدلية الدولية، لذلك نجد أن الأمارات و القوى الدولية التي وراءها بدأوا في البحث عن تخفيف الحكم على الأمارات، أو السعي من أجلتسوية بين البلدين.. نجد أن أمريكا قد أصدرت عقوبات على القوني باعتباره هو الذي كان يشتري السلاح من الخارج و يدفع به إلي الميليشيا داخل السودان و هي إشارة إلي أن الميليشيا هي التي كانت تشتري السلاح و ليس الأمارات.. أن الزج بأسم مصر بأن طيرانها هو الذي ضرب عناصر الميليشيا في منطقة “جبل موية” و كما ذكر حميدتي أن الجيش المصري كان داعما للجيش السوداني… تريد الأمارات من ذلك تقول أن هناك دولا كانت مشاركة في الحرب فعليا، و يجب أنتتحمل معها أي تكلفة.. القضية الثالثة حديث الرئيس التشادي في أحدى قرى تشاد على الحدود السودانية محذرا عدم التدخل في الشأن السوداني و نترك السودان لشأنه و لنا شأننا.. هي أيضا تعتبر تلميحا أن تشاد كانت مشاركة فعليا في الحرب.. هذه من أهم رسائل حميدتي و هي متعلقة بالأمارات، و معلوم تماما غير مسموح العمل السياسي و لا رسائل سياسية تتم من داخل الأمارات من قبل أي شخص أو مؤسسة سياسية أجنبية، إلا إذا كانت القيادات السياسية في هذه الدولة تسمح بذلك.. لماذا خرج حديث حميدتي مضطربا حتى يقال أنه حديث زعيم الميليشيا في حالة من الإضطراب النفسي بسبب الحرب، لذلك هو يتحدث بشكل غير مرتب و مضطرب و الذي يقوله نابع من حالة الإضطراب.. هي مسرحية وراءها المخابرات الأماراتية، و الرسائل في الحديث أماراتية 100%..

الرسالة الثانية.. قال حميدتي أن ” الإتفاق الإطاري” كان سببا في الحرب، و تسببت فيه الدول الخرجية و أشار إلي ” الرباعية” و التي تضم كل من ” أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات” و أيضا أشار إلي الثلاثية و التي تضم ” الإيغاد و الاتحاد الأفريقي و البعثة الأممية بقيادة فوكلر” و قال قلت لهم أن ” الإتفاق الإطاري” كان سببا مباشرا في الحرب.. و هي أيضا رسالة من الأمارات ليست هي وراء الحرب في السودان، بل هناك دول عديدة هي التي وراء الحرب في السودان.. و تريد القيادة الأماراتية تقول أنها ليست وراء إشعال الحرب، و إذا كانت قد شاركت فيها بالدعم أو غيره مثلها مثل الآخرين، و يجب على الدول الأخرى أن تتحمل مسؤولياتها أيضا.. أن بحث الأمارات عن مخارج لها للتخفيف أو أن تتحمل المسؤولية مع الآخرين .. هاتان الرسالتان أهم ما جاء في حديث حميدتي و تؤكد أن الأمارات وصلت لقناعة أن دور الميليشيا قد أنتهى من ناحية أهداف المؤامرة على السودان..

أن حديث حميدتي أن ” الإتفاق الإطاري” كان سببا وراء الحرب حيث كان يراد تطبيقه بضغط خارجي، هي رسالة مبطنة أيضا إلي قيادات ” تقدم و قحت” أن دوركم المرتبط بالعلاقة مع الأمارات قد انتهى، و هي لن تكون داعمة لهذا الجانب، خاصة أن رئيس ” تقدم” عبد الله حمدوك مرتبط بالأجندة الأماراتية باعتباره مقيما في هذه الدولة.. أن بعض قيادات المشروع الأماراتي الذين يبحثون عن تدخل من قبل “الاتحاد الأفريقي” يؤكد أن رسائل الأمارات قد وصلتهم قبل حديث حميدتي، لذلك بدأ بحثهم عن قوى جديدة مناصرة لهم، تتدخل عسكريا في السودان لكي ترفعهم للسلطة.. هؤلاء يجب أن يعرفوا أن دورهم السياسي انتهي في الأجندتين الخارجية و الداخلية.. نسأل الله حسن البصيرة..

الزينصالح