رايتس : التدخل الدولي حماية للمدنيين

بقلم:زين العابدين صالح عبد الرحمن

أن فكرة التدخل الدولي التي كان قد سعى إليها رؤساء منظمة الإيغاد من خلال مؤتمر الإيغاد في أديس أبابا يونيو 2023م التي أكد فيها كل من رئيس كينيا وليم روتو و رئيس وزراء أثيوبيا أبي أحمد عندما قالا أن السودان ليس فيه سلطة، و طالبا بتدخل قوات من شرق أفريقيا لجعل الخرطوم منطقة منزوعة السلاح.. كان الهدف واضحا هو الحفاظ على الميليشيا و المناطق التي تسيطر عليها، و أيضا تقيد حركة الجيش.. فشلت الفكرة تماما و جمد السودان عضويته في الإيغاد، و الملاحظ كلما يتقدم الجيش في منطقة، و تتراجع الميليشيا تبدأ الدعوة من أجل التدخل الدولي، ثم بدأ المبعوث الأمريكي للسودان توم بيرييلو رحلته التي حملت العديد من الأجندة التي كان يحاول تنفيذها من خلال رفعه للجزرة و العصى، و حاول من خلال مقررات مؤتمر تفاوض جنيف الذي رفض الجيش حضوره أن يجعل الإغاثة مدخلا للتدخل الدولي بهدف حمايتها لكي تصل للمواطنين، ثم تبنتها ممثلة أمريكا في الإمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد و طرحتها في مجلس الأمن و لكنها تعثرت. ثم تبنت الدعوة بشكل مباشر ” تقدم” عندما أجتمعت بالمبعوث الأمريكي أوائل هذا الشهر في نيروبي و قدمت فكرة إرسال قوات من الاتحاد الأفريقي تحت زريعة حماية المواطنين و وصول الإغاثة.. ثم حاولت أن تقول أنها فكرة المبعوث الذي فضحها و قال أن ممثلي ” تقدم” هم الذين طرحوا الفكرة..

الآن هيومن رايتس ووتش تتبنى فكرة التدخل الدولي في السودان حماية للمدنيين، و المنظمة التي تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية في ثمانينات القرن الماضي بهدف التدخل في عمليات القمع و القتل التي كانت تحدث في أمريكا الاتينية، رغم أن الولايات المتحدة كانت وراء ذلك القمع قد أخذت شهرتها من هناك، لكنها تظل أداة في يد أمريكا و الغرب لتمرير أجندتهم.. و معلوم أن هيومن رايتس هي نفسها كانت وراء دعم العديد من الورش لمنظمات سودانية، و ألتي كانت تقام في كل من نيروبي و كمبالا إلي جانب منظمات أمريكية و اوروبية أخرى تحت غطاء رفع القدرات و تأهيل كوادر في إدارة الأزمات، حتى يصبح هؤلاء أدوات للمشروع الذي سقط الآن في السودان بيقظة أبناء الوطن الواعين، و المدركين للمخطط التأمري ضد بلدهم.. فالمنظمة ليست بعيدة عن أجندة التدخلات الخارجية في الشأن السياسي السوداني.. و التي كانت تديره ” الرباعية التي تشارك فيها كل من أمريكا و بريطانيا و السعودية و الأمارات” في محاولة على فرض شروط في العملية السياسية السودانية لخدمة أجندتهم.. و استطاعت هذه الدول أن تجند العديد من أبناء الوطن خدمة لمشروعهم..

أن المجازر التي قامت بها الميليشيا في ولايات دارفور، و في العديد من قرى الجزيرة، و الآن التي تطال العديد من قرى شرق الجزيرة كردة فعل لموقف كيكل و انسحابه من الميليشيا، لم تجد أي موقف حازم من تلك الدول و المنظمات، باعتبار أن الميليشيا تمارس عملية تطهير عرقي و إبادة جماعية ضد المواطنين.. كما أن هذه الدول لم تتخذ أي موقف قوي من دولة الأمارات الداعمة للميليشيا عسكريا، و توفر لها الحماية، و دفع أموال طائلة لشراء مرتزقة من دول الجوار إضافة إلي مالي و النيجر.. أن أصحاب المؤامرة كل مرة يغيرون أجندتهم و خططهم وفقا لمجريات الأحداث في السودان..

أن الذي يجري الآن في شرق الجزيرة انتقاما من موقف كيكل، يتحمل كيكل نفسه و الزمرة التي كانت وراءه من أبناء المنطقة تبعاتها، و حتى القيادات الأهلية التي خرست ألسنتها من أفعال أبنائها، هيالتي يجب أن تتحمل المسؤولية عن الذي تفعله ميليشيا الدعم السريع.. و عندما كانت الولاياتالأخرى تدفع أبنائها إلي التجنيد و الاستنفار و المقاومة الشعبية لحمل السلاح بهدف حماية مناطقهم من الميليشيا و أعوانها، من شماشة و مرتزقة و المتعاونين مع الميليشيا و غيرهم، صمتت قيادات المنطقة الأهلية صمت القبور.. ألان يحاول البعض رفع شعار التدخل الدولي حماية للمواطنين، و هي دعوة لا تفيد الوطن في شيء غير أنها تخدم الأجندة الأجنبية.. لآن التدخل الدولي سوف يأتي لخدمة أجندة بعينها ليس لها علاقة بالوطن و المواطنيين، فالدول و الأوطان يحميها أبنائها.. عندما وصل القائد العام للجيش إلي منطقة البطانة. و طالب ابعض الحضور مدهمبالسلاح. قال البرهان أن الجيش لا يمانع في تسليح أبناء المنطقة دفاعا عن مناطقهم و يكون السلاح تحت أمرة قيادة الجيش..

أن مشروع التدخل الدولي في السودان مر بمراحل عديدة، منذ بدأ التحضير لهذا المخطط منذ عام 2011م، لكي يكون وريثا لحكم الإنقاذ، و كان الدافع الأساسي هو التأكد أن القوى السياسية السودانية تعاني حالة من الوهن و الضعف، و الذي لا يؤهلها أن ترث دولة لا تستطيع أن تنهض بها، لذلك بدأ البحث عن بدائل تكون مسنودة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية و بريطانيا و فرنسا و ألمانيا، مع ممثلين إقليميين يستطيعوا الصرف على المشروع تحت زريعة إنها دور الإسلاميين في المنطقة، لكي تجد الدعوة صدى قويا في الشارع.. و عندما تعزرت كل المحاولات، و فشل الذين تم تدريبهم في تلك الورش في أدارة الأزمة، أصبح البحث عن قوى بديلة للتدخل العسكري، فكان الرهان على الميليشيا مع تجنيد عشرات الآلاف من مرتزقة عرب الشتات.. لكن الفكرة نفسها قد فشلت بعزيمة و تضحية شباب السودان.. أن الدعوة للتدخل الدولى هي محاولة من محاولات إنقاذ الميليشيا، و تبنيها من منظمة هيومن رايتس وتش هي أعطائها أجندة حقوقية، و لكن سوف تتكسر نصالها أمام صمود أبناء السودان الأوفياء.. و جميل أن يعلن الأمين العام أن الوقت لم يحن لإتخاذ مثل قرار التدخل. لآن الأمين العام يدرك المقصد منه.. و الذين ينتظرون أن الخارج سوف يشكل لهم رافعة للسلطة.. أفضل لهم التوجه للجماهير في الداخل لكي يعرفوا حقيقة موقفها منهم أولا..نسأل الله التوفيق و حسن البصيرة..

الزينصالح