بقلم : زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الإتفاق على عمل إستراتيجية إعلامية، يحتاج إلي التعرف الكامل برؤية القيادة السياسية التي تدير بها البلاد و الإزمة و الحرب، و أيضا تحتاج إلي التعرف بشكل عام على الرؤية الإستراتيجية للقيادة العسكرية، و أيضا الإدراك للعلاقة العضوية بين الشعب و الجيش، و كل المكونات العسكرية التي تقاتل تحت رأية الجيش، إلي جانب التعرف على السياسة الخارجية. لكي تتيح للذين يعملون من أجل صياغة هذه الإستراتيجية أن يكونوا مستوعبين للرؤية العامة لسياسة المرحلة، و أي إستراتيجية تفصل على الفترات الزمنية ” سياسة قصيرة الأجل و متوسطة و بعيدة الأجيل، هذا التفصيل الزمني تحكمه الأجندة و ترتيب أولوياتهاو تحدد الأدوات، و أيضا تحتاج إلي الوضوح الكامل بعيدا عن الغموض..
أن المؤتمر الصحفي الذي عقده وزير الإعلام خالد الإعيسر يعتبر بداية لسياسة إعلامية جديدة، و كانت البداية موفقة؛ أن تأتي بالذين يمثلون عدد من الوزارات و تدلي برؤيتها و تقدم تنويرا كاملا لمجريات الأحداث، و يتحدثون دون قيود تحكمهم، يؤكد أن القيادة العسكرية و السياسية التي تقود البلاد في هذه الفترة الحرجة للبلاد، اقتنعت أن التحالف الذي يربطها مع أغلبية الشعب يجب أن تملكه المعلومة.. و المؤتمر الصحفي الذي تم فيه تقديم معلومات حتى استخبارتية كان الهدف منه هو أقناع الشارع أن هناك سياسة جديدة تحتاج إلي استنفار كل الشعب أن يسندها و يقف معها.. لذلك كان الإعيسر واضحا في حديثه عن الدول المشاركة بفاعلية في الحرب، و التي تمد الميليشيا بالسلاح و المرتزقة وتفتح أجوائها لتمرير السلاح.. ثم انتقل للحديث عن القنوات التلفزيونية الأجنبية، و عملها في السودان، و قدم لها شرطا أن تقوم بالدور المهني غير المنحاز، و بموجب هذا الدور المهني تفتح لها كل أبواب الولايات و المناطق التي تريد أن تذهب إليها من أجل رسالتها الإعلامية.. أما إذا أظهرت أنها تريد فقط أن تخدم الميليشيا أو الدول التي تدعم الميليشيا سوف يطلب منها أن تغادر البلاد إلي غير رجعة..
أن الإسترايجية الإعلامية بالفعل تحتاج إلي الوضوح الكامل، لآن الهدف الأول منها هو توعية الجماهير، ثم نقل الحقائق إلي الرأي العام الإقليمي و الدولي.. كما يجب متابعة الإعمال السياسية و غيرها التي تدار من قبل دول الإقليم و المنطقة العربية و الأفريقية و الدولية المتعلقة بالشأن السوداني، حيث ماتزال هناك دولا خارجية تمد أنفها في الشأن الداخلي السوداني، و تريد أن ترتبه حسب أجندتها، و تختار له قيادات سياسية تخدم هذه الأجندة… من حق أي سوداني يقف الموقف الذي يريد أن يقفه حسب قناعاته، و يقدم أراءه هذا حق ديمقراطي.. لكن المشاركة في أي عمل ذو تمويل خارجي و تنظمه دول داعمة للميليشيا لابد أن يقدم المشارك أو المشاركين فيه إلي المساءلات القانونية.. و أي مواطن أو مواطنة مشاركين مع الميليشيا و داعمين لها و خادمين لها سياسيا أو غير ذلك، و مساعدين لها هؤلاء لابد أن يطالهم القانون..
أن الإستراتيجية الإعلامية بقدر ما تخدم الوطن و المواطن في التبصرة أيام الحرب، أيضا لابد أن تكون هناك أراء واضحة أيضا عن سياسة ما بعد الحرب.. حسب ترتيب جدول الأولويات، باعتبار أن تقديم الرؤية المتكاملة هي التي تخلق الحوار الجاد و المفيد من أجل الوعي السياسي، و أيضا من أجل سد الثغرات التي يحاول الدخول منها الذين يعملون من أجل التخزيل، هؤلاء أصحاب “الشعارات الفاسدة” التي تهدف لشق الصف الوطني..
أن نجاح الإسترايجية الإعلامية يعتمد على القيادات الإعلامية الواعية و المدركة لدورها الوطني، في مرحلة تشكل أكبر تحدي للوطن في وحدته و استقراره و نهضته، و واعية أيضا للعملية السياسية التي يجب أن تؤسس على منهج ديمقراطي يقبل الرأي و الرأي الأخر و لكنه لا يتخطى قواعد تشكل لحمة الإستراتيجية ” وحدة الوطن و استقلاله و عدم التعاون مع الدول التي تشكل تحديا لوحدته” أن الخطاب الذي قدمه وزير الإعلام يعتبر مرحلة جديدة في مسار االعمل الإعلامي المخطط و المبرمج، و أيضا في مسار الوطن أثناء الحرب و بعد الحرب.. حقيقة أن الحرب بقدر أنها قد بينت أن أغلبية شباب السودان مدرك لدوره الوطني و مستعد أن يدفع فيه الغالي و النفيس، و لا يتردد أن يقدم أرواحه فداء للوطن.. أيضا بينت الأماكن الرخوة في المجتمع التي ينفذ من خلالها الأعداء و الذين يباعوا في أسواق النخاسة السياسية بالمال.. لذلك أصبحت الأشياء واضحة و بينة.. نسأل الله حسن البصيرة..