بقلم: د.عبدالسلام محمد خير
(وهل هذا وقته)؟!.. إني مع من قال بهذا، لكني ملت لمقال باهر حول أولوية (سلامة المؤسسات) كأساس لسلامة الدولة في مواجهة الحرب ولصالح ما هو أفضل.. هذا ما يشغل العالم اليوم، ومنذ عصر إبن خلدون.. أورد الكاتب أنموذجا (لصمود مؤسسي) من ولاية الخرطوم.. الأنموذج يعلي من توقعات ما بعد الحرب وأولها (التجرد) و(إصلاح النفوس) و (خطاب يتبرأ) من شبهة الكراهية التي فعلت ما فعلت.. هذا يستدعي أولوية لمساندة المؤسسات الصامدة لتدارك ما أقعدتها، بالحرب وغيرها.. إن دورها أساسي لتفعيل المعالجات المرجوة بعد الحرب.. المؤسسات الإعلامية والصحفية مثال.
0..(مؤسسية) الوالي .. حربا وسلاما:
المقال رسالة في أهمية (سلامة المؤسسات) في ظروف الحرب.. إنه يعتبر ولاية الخرطوم بقيادة الأستاذ أحمد عثمان حمزة (المثال الحقيقي للصمود والتجرد والعمل الدؤوب ليل نهار لإبقاء العاصمة حية كرمز لعدم الإستسلام، ظهيرا للقوات المسلحة يسندها بالعمل المدني والسهر على حياة المواطنين بإبقاء الخدمات من كهرباء ومياه موجودة والمستشفيات تعمل تحت القصف).. المقال يوحي بأن تلك هي (المؤسسية المنشودة والحرب دائرة).. من مظاهرها أيضا (ما شجع المواطنين للعود لمنازلهم).. و(الطاقم الإداري للولاية، تحركوا معه ليل نهار).. و(هذا الصامد الذى صعد السلم الوظيفي بتؤدة وصبر) – الأستاذ الطيب سعد الدين، مدير وزارة الثقافة والإعلام- كمثال.. و(التحية لكل العاملين في الولاية، جهدهم شجع للصمود والعودة).. ومن مظاهر (مؤسسية صامدة والدنيا حرب) فضائية الخرطوم، تبرز كل ذلك، للذكرى والتاريخ.. والإقتداء.
(ثبات المؤسسات وتفاعلها في ظروف غير عادية) يعول عليه عالميا كأساس لبقاء الدولة في مواجهة المتغيرات.. الأمر يتجلى من خلال مقال بصحيفة (أصداء سودانية) التي لا ينقصها وملحقها (المدهش) تفصيلا إلا أن تخرج للناس من غياهب الحاسوب (ورقية)!.. إن ما كتبه رئيس هيئة التحرير، الأستاذ صلاح عمر الشيخ، بعنوان (الوالي الصامد) يحلق في آفاق (ملهمة)، تحفز لإبتدار التساؤل المسكوت عنها ومنها (أين الصحافة الورقية)؟!.. أين دورها حربا وسلاما؟.. أين ذهبت؟، أهي التكلفة؟، التوزيع؟ أم ماذا؟.. توقف الصحف كارثة!.
0..صحافة ورقية.. تحتفي بنفسها!:
السؤال عن (الصحافة الورقية) يلح مع انتشار (الإلكترونية) متحلية بخصائص تكنولوجيا الإتصال، الفورية والتفاعلية.. هل هي نهاية مجد صحفي يتمدد منذ أيام (الأيام) وما قبلها وبعدها وإلى آخر لحظة قبل الحرب؟.. إن (آخر لحظة) مثال لصحافة ورقية تجلت شكلا ومحتوى وتوزيعا.. يفاخرون ويحتفون بها سنويا ويوزعون الحوافز للعاملين والمتعاونين!.. إختفت فجأة!.. تركت بصمة مهنية تتمدد بين الحداثة والعراقة.. الأستاذ حسن ساتي، عليه رحمة الله، رئيس مجلس الإدارة مبتكر (ماكيتها) مع الأستاذ مصطفى أبو العزائم رئيس التحرير والاستاذ الهندي عز الدين نائب رئيس التحرير وكوكبة من دهاقنة التصميم ونجوم السكرتارية..(الصحافة تصميم)- قلتها لهم وقتها.. وكررتها الأسبوع الماضي للإلكترونية (فلتة) إحتفلت بعامها الرابع متعهدة بطفرة، تمنيتها ورقية – (الأجراس) رئيس التحرير محمد الأمين نور الدائم.
الصحافة الإلكترونية تتوثب.. (أصداء) مثال، وراءها كوكبة تذكرك بالإتحاد العام.. هل هو إيماء بإمكانية الأشياء الجسيمة والحرب دائرة؟.. (إعادة الصحافة الورقية) مثلا.. إن السؤال يلح، مهنيا وأكاديميا وسياسيا (أين هي والحرب دائرة)؟!. هي حتما ليست مسألة (مواعين)- الورق وما قبله وهذا الوعاء التقني الساحر.. كما ان اختفاء الصحف سبق الحرب.. القول بأن الحرب وراء إختفاء الصحافة أعاد للأذهان إرتباطها بالحركة الوطنية.. إن رسالة دكتوراة أوحت بأن (إستقلال البلاد صناعة صحفية)- الدكتور صلاح محي الدين، رحمه الله.. أية مكانة هذه التي إرتقت لها صحافة تحفها (مفاخر وطنية) طي الصدور والأضابير.. وتختفي؟.
0..لجنة للخبراء.. ولا خبر!:
الغائب لا وجيع له.. أين (المجلة) التي أنجبت نجوم الصحافة؟.. حين أخذت تختفي أجريت بحثا عنوانه (صناعة المجلات في السودان ماذا دهاها؟!).. هذا البحث أصبح مرجعا لمجلس الصحافة ولجنة توثيق تاريخ الصحافة السودانية التي تنادى لها رموز عاشوا التجربة.. قاد اللجنة بروفسور النور دفع الله ومن بعده وإلى ختام أعمالها بروفسور عبدالله حمدنا الله، وشارك فيها أهل تجربة منهم الأستاذ عبدالله عبيد، الأستاذ محمد سعيد محمد الحسن، المؤرخ محمد إبراهيم طاهر، دكتورة زينب أزرق، الصحفية آمال مينا، ومنسوبون للمجلس، وشخصي.. رئيس المجلس وقتها بروفسور على شمو والأمين العام دكتور هاشم الجاز.. خلصت الجهود لصياغة تجربة الصحافة السودانية، نشأتها وتطورها..مرجع جدير بأن يرى النور ويستفاد منه، لكن.. لا خبر!.. توثيق أجج الرجاء في وجود مؤسسات صحفية راسخة، سلاما وحربا- رحم الله من قالوا كلمتهم ومضوا.
0.. (صاحبة الجلالة).. سابقا!:
فضلا عن (حصاد) لجنة مجلس الصحافة الذى إحتاج نشره لوجيع، فإن الصحافة السودانية ظلت محل إحتفاء من بيده القلم وعينه على من بيده القرار.. (صاحبة الجلالة) – الورقية برنامج وثائقي تقديم صلاح عمر الشيخ.. حاليا أشاهده بقناة (الزرقاء) وكأنه عن (صاحبة الجلالة) سابقا!.. وحصريا قطعا!.. فهناك من يراهن أنها (مكانة) لن ترتقي إليها صحافة (لا ورقية).. إن الإهتمام بالصحافة كإرث يتعاظم.. هناك العديد من درجات الماجستير والدكتوراة.. (توصيات البحوث) أين تذهب؟.. أين ولماذا ومتى أسئلة (مصيرية) تتوسد الأضابير، مع إنها المعول عليها لنهضة بلد.. المسؤولون عن ملف الصحافة أدرى بالإجابة، وبدورها تجاه السلام و(النهضة) التي هي هدف ما بعد رفع العَلم.. وإلى اليوم.. الله المستعان.