(حكاية من حلتنا) يكتبها آدم تبن: حكاية من أيام الحرب

أقبل صباح يوم الحرب، الخامس عشر من أبريل العام قبل الماضى مثله مثل صباحات الأيام التى سبقته فى العاصمة  الخرطوم.

وخرج الناس من أحيائهم التى يقطنونها وهم فى أمل وتفاؤل بأن يعودوا الى أسرهم نهاية يومهم يحملون لهم من الخير ما أستطاعوا الى ذلك سبيلا.

بداية الحرب

ولم يتخيلوا أن السبت سيكون موعدا لإندلاع أشرس المعارك بوسط الخرطوم التى نامت ليلتها وبودار الأزمة.

بين الجيش السودانى وقوات الدعم السريع قد أطلت بوجهها وارتفعت وتيرة الحرب الى أقصى مداها.

حيث علم بها أغلب العسكريون وأصبحت لغة التهديد والوعيد والتخويف بالحرب هى التى تسود أغلب التصريحات.

لغة الحرب

وعندها لم يكن يتوقع الناس أن تسود لغة السلاح وتختفي لغة الكلام بين الطرفين.

فكما يقولون : (أن الحرب أولها كلام) سرعان ماتغير الكلام الى أصوات الأسلحة المختلفة التى بدأت شرارتها عند الصباح الباكر فى وسط الخرطوم.

والتى بدأت الحياة تدب فى طرقها وأسواقها ومواقفها ومؤسساتها وهى تستقبل العاملين فيها والعابرين منها الى أماكن أخرى .

ومرت لحظات عصيبة فى ذلك الصباح لم يصدق أغلب الناس فى السودان أن الحرب قد إندلعت.

وعلي الذين يتواجدون فى أماكن متفرقة من العاصمة الإستعداد لمغادرتها على وجه السرعة.

حتى وإن كانت الوجهة المقصودة غير تلك الوجهة التى أتيت منها ، فهنا لا مجال للتأخير والتأني.

صوت السلاح

فأصوات الأسلحة أفزعت الجميع رجالا ونساء ولم يعد فى الإمكان الصبر ولو قليلا لإجراء مكالمة لمعرفة حقيقة مايجرى حولك.

وإن تمكنت من إجراء الإتصال فإن من هاتفته ينصحك بمغادرة موقعك إن كنت فى أى مكان والتوجه الى مكان سكنك.

لأن التوقعات بأن تتوقف الحرب غير معروفة أو أنها ستستمر لمدة قد تطول.

وعندها إنطلق الجميع عائدين الى مساكنهم الا قلة لم تتوقع ماحدث بعدها.

فهاهى الحرب تدخل عامها الثالث وليست هناك بوادر أمل بأن يتحقق السلام والأمن فى إنحاء البلاد.

صحيح أن عددا من الولايات تحررت من قبضة المليشا وبدأ أهلها فى العودة مجددا الى ديارهم.

يحدوهم الأمل بأن يتحقق السلام والتنمية وإعمار ما دمرته الحرب وسرقته المليشيا من المنازل والمؤسسات.

والممتلكات العامة والخاصة وتعويض الضحايا عما فقدوه من غال ونفيس.

وتمر تلك الذكرى الأليمة وكاتب حكاية من حلتنا تطوف به اللحظات التى إستمع فيها لصوت أحد المواطنين.

الذين يعلمون فى السوق العربى ومعه زميله ينبهاننى بأن الحرب قد إندلعت وهناك أصوات أسلحة كثيفة.

فى إتجاه القيادة، وهما يعنيان (القيادة العامة للجيش) .

فعندها إستمعت لصوت السلاح خارج المبنى وتيقنت أن الحرب التى كانت لغتها سائدة فى وسائل الإعلام والتواصل الإجتماعى قد بدأت فعليا.

وماعلئ إلا أن أغادر موقعى بأعجل مايكون فليس هناك فرصة للتفكير والمشاورة.

انتشار خبر الحرب

فقط أجريت إتصالات سريعة ببعض الذين يودون الحضور الى وسط العاصمة لأبلاغهم بإندلاع الحرب.

وخرجت مع أحد الزملاء بسيارته فوجدنا أغلب الناس يسيرون على أرجلهم ليلحقوا بالمواصلات فى موقفي  (الأستاد، جاكسون) غرب وجنوب وسط العاصمة.

ولكن المفاجأة التى لم نكن نتوقعها فعند وصولنا الى موقف الأستاد ولم نجد سيارة واحدة للمواصلات فى الموقف.

فقد غادرت جميع  الحافلات وأختفى ذلك الضجيج من الباعة الجائلون ونداء الكمسنجية للركاب كأن الأرض إبتلعتهم جميعا.

وأغلقت المتاجر والكافتريات أبوابها ولم نر أثرا للحياة فى تلك اللحظات.

حتى الأطفال فاقدى السند الذين يطلق عليهم المجتمع إسم (الشماسا) غادروا مع العامة فقد تملكهم الخوف والرعب.

فإن ماسمعوه من صوت للأسلحة لم يكن مألوفا لديهم من قبل فهاهى مدينتهم التى يعيشون فيها (يأكلون ويشربون وينامون).

قد أصابها ما أصاب صويحباتها من عواصم الدول العربية والإسلامية.

وأصبحت مثلها ومثل (بغداد العراق) (صنعاء اليمن) (دمشق سوريا) (طرابس ليبيا) و(مقديشو الصومال).

 

*أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

الدعم السريعالسودانالعاصمة الخرطومحكايةيوم الحرب
Comments (0)
Add Comment