النصر يأتي من الشارع لا من غرف التفاوض

العنوان (النصر يأتي من الشارع لا من غرف التفاوض)، استلفته من مانشيت لجريدة الميدان الصادرة في 15 إبريل 2025م.

يشير لبيان المكتب السياسي حيث (دعا إلى الإلتصاق بالجماهير، ومخاطبة مخاوفها، وبناء أدواتها القاعدية في الأحياء والـقـرى والـمـواقـع.

بعيدا عن الصراعات النخبوية. وقال المكتب السياسي في ورقة سياسية دفع بها إنه يرى بوضوح أن ما يجري الآن.

تسوية سياسية

هو مقدمة لتسوية سياسية هدفها وأد الثورة، وتثبيت النظام الرأسمالي الطفيلي التابع، وتجريم نضال الشعب السوداني. 

وأكــد أنـه لن يقف مكتوف الأيــدي أمــام هذا المشروع، مشيرا على أنه يعمل على بناء جبهة جماهيرية واسعة.

قاعدتها الشعب، وأداتها التنظيم والمواجهة، وهدفها تحقيق شعارات الثورة: حرية، سلام، وعدالة.

(الملاحظ بعد اندلاع الحرب غاب الحزب الشيوعي عن الساحة، ثم فجأة يتذكر أن في البلاد حربا. 

وتخرج قيادته ببيان بهدف أثبات وجود، هذه المرة خرج بالقول أن هناك تسوية سياسية الهدف منها وأد الثورة.

بهدف تثبيت النظام الطفيلي التابع.. ربما يكون الهدف منه فقط مراجعة النصوص حتى لا تغفلها العضوية.

والملاحظ أن القيادة السياسية بدلت “التحالف الجذري الذي لم ينضم إليه أية حزب وتنظيم.

غير واجهات الحزب فقط بتحالف “بناء جبهة جماهيرية واسعة” الهدف منها تحقيق شعارات الثورة.

السؤال هل تعتقد القيادة الاستالينية أن الحرب سوف لن تحدث تغييرا في الواقع غير الأجندة السابقة قبل الحرب..؟.

أم المقصودة ثورة البوليتاريا.. الحلم اثناء الحرب..

النصر للقوات المسلحة

في ذات السياق؛ كان أخر حديث للفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة والقائد العام للجيش، قال:

(الآن يقاتل معنا كل أبناء السودان تحت راية القوات المسلحة، ولن نقبل أن تفرض علينا أية حلول من الخارج.

لتنصيب أي قوى سياسية، والذي يريد أن يحكم السودان عليه أن يحضر ويقاتل مع السودانيين).

وأضاف قائلا (نقول؛ للاتحاد الأفريقي ومنظمة الإيغاد والأمم المتحدة لن نقبل منهم فرض أية حكومة من الخارج وأسماء بعينها. 

والأفضلية عندنا للذين يحملون السلاح ويقاتلوا مع القوات المسلحة، أما عملاء الخارج لا يحلم منهم أحدا أن يحكم السودان).

إن البرهان يعتقد أن أصحاب القرار أولئك الذين لبوا نداء الوطن وحملوا السلاح دفاعا عنه.

في ذات السياق؛ سوف يعقد بعد أيام مؤتمر الإدارات الأهلية بمدينة بورتسودان، وسوف تحضره وفودا من جميع أقاليم السودان المختلفة.

ومن المتوقع أن الاجتماع سوف يخرج بقرارات تتعلق بقضية الحكم، وربما يرشح المؤتمر أحدا لرئاسة الجمهورية.

لكي تنتقل البلاد مباشرة إلى الشرعية الدستورية.. إلا أن الفكرة لايمكن تنفيذها من خلال الوثيقة الدستورية التي تم تعديلها.

وهي تحتاج الرجوع إلى دستور 2005 الذي كانت قد أجازته أغلبية القوى السياسية السودانية.

والدستور نفسه يحتاج أن يطرح إلى الاستفتاء العام..

المقاومة الشعبية

في جانب أخر من المشهد السياسي كان من المفترض في هذه الأيام يتم مؤتمر عام لقيادات المقاومة الشعبية.

في جميع مناطق السودان في مدينة القضارف، ولكن تم تأجيل مؤتمر المقاومة الشعبية.

لآن هناك قيادات في الإدارة الأهلية ترغب في حضور مؤتمر المقاومة الشعبية، وربما التأجيل سببه التنسيق بين المجموعتين.

للوصول لبرنامج مشترك يرفع لرئيس مجلس السيادة، باعتباره البرنامج الذي تتفق عليه أغلبية القوى الواقفة مع الجيش في حرب الكرامة.

ويعتقد البعض هو أفضل من حالة الرتق المستمر في الحكومة، وهي قضايا مطروحة للحوار بين الكتل المؤيدة للجيش.

الانتصار ومرحلة ما بعد الحرب

وأيضا هي الخطوة التي يقول عنها البعض الانتقال من التفكير في الحرب، إلى التفكير لمرحلة التعمير والانتقال السياسي مابعد الحرب.

 هل القيادات السياسية قادرة أن تخرج من سياسة الشعارات إلى تقديم أفكار..؟. 

ذهب الدكتور التجاني عبدالقادر في ذات السياق بفكرة مغايرة، ومعروف أن عبدالقادر يمثل الفكر الإسلامي الحر.

” أي غير مقييد بتنظيم بعينه” ذهب بالتفكير لمرحلة ما بعد الحرب، ووضح أن الحرب كانت مرحلة صعبة.

لكنها سوف تخلف دروسا لكل ذي تفكير جاد ووطني.. واسماها الدكتور عبدالقادر ” سودان مابعد الحرب.. أليس هذا هو الطريق”.

ويعتقد أن الفكرة خلفت دروس وتتولد منها أفكار.. لقد أزاح عن صدور السودانيين كثيرا من اثقال الميليشيا المتمردة.

وأن السودان قد تعرض إلى مخاطر وجودية.. وأول الدروس التجربة المريرة التي سقط فيها مئات الشهداء والجرحى.

هو؛ أن تقدم قضية الوجود.. وجود شعب وأرضه وتراثه وهي لها الأولوية.. وتثبيت سيادة الدولة.

أن تكون هناك قدرة عسكرية تستطيع أن تحافظ على الأرواح، وأن تسيطر على الأرض، وتحمي الحدود.

تعزيز عملية الاستثمار في الإمكان الاجتماعي، أي تعبئة الطاقات الاجتماعية والعلمية. 

وتوجيهها نحو مشروع وطني يقوم على مضاعفة القدرات الإنتاجية الوطنية من ” غذاء و دواء معا”.

صناعة القرار

وإلي جانب ترفيع القوى الأهلية والمدنية إلى مواقع صناعة القرار.. وتحدثت الفكرة عن ثلاث نماذج هي:

” الاقتصاد وحل مشاكله والنموذج السياسي وأكد على وجوب تغيير طرق التفكير وبدلا من الركض وراء نماذج مثالية.

علينا أن نملك ” المعطيات اللوجستية والأمنية والاقتصادية” وقال: إن نجاح النموذج الاقتصادي التنموي.

سيؤدي إلى تقليص الفجوة بين العسكريين والأكاديميين ورجال الأعمال، وتقليص حاجة الاعتماد على الخارج).

إن فكرة الدكتور التجاني تحتاج لقراءة متأنية ومحاورتها..

إن الأفكار التي أشار إليها الجميع؛ تنادي أن يكون الشارع موجودا فيها، ويمثل العمود الفقري.

لكنها في ذات الوقت تبين أن الاعتماد على القوى السياسية ضعيف، لآن القوى السياسية عجزت أن تقدم أية مشروعات للحل. 

كل ما تفعله قياداتها تعليق نظرها على السلطة، وتنادي بالديمقراطية وتكره مقولة الذهاب لصناديق الاقتراع.

تريد فترات نتقالية طويلة تحكم فيها دون تفويض شعبي.. نسأل الله حسن البصيرة..  

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

أقلام: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبوك

النصرزين العابدين
Comments (0)
Add Comment