أعلن تحالف ” صمود” أنهم بصدد تطوير رؤى لوقف الحرب، عن إبتدار (الطريق الثالث) لكي يضع حدا لمعاناة الشعب السوداني و ينهي الحروب.
أن استلاف المصطلحات دون أن تكون هناك أفكارا جديدة فرضتها الأحداث لكي تحدث تغييرا في الواقع غير مفيدة.
إذا كانت هناك أفكار جديدة هل التحالف قادر أن يسوقها بهدف أن يتبناها الشعب؟.
أم فقط التحالف يريد أن يغير الأجندة التي يعتقد أنها أصبحت غير ملاءمة للمرحلة الجديدة.
مصطلح الطريق الثالث
بدأ مصطلح الطريق الثالث يظهر في السياسة الدولية بعد حرب الخليج الأولي.
وأيضا بعد تفكيك الاتحاد السوفيتي في فترة الرئيس الأمريكي رقم 42 من الحزب الديمقراطي بيل كلينتون.
وفي بريطانيا أنتوني بلير من حزب العمال وهؤلاء بشروا بالطريق الثالث لإنهاء الحروب والنزاعات في العالم.
ومحاولة بناء طريق يخفف من غلو الليبرالية الجديدة التي ظهرت مع مارقريت تاتشر وريغان.
مفهوم الطريق الثالث
وأيضا برز الطريق الثالث كمفهوم جديد عند الاشتراكيين للتخلص من النصوص الجامدة والتصالح مع الديمقراطية.
فالطريق الثالث ليس أختيار عشوائي للمصطلحات، ولكنه ذو حمولات فكرية جديدة تنقد سياسات المتشددين.
بعد خروج حزب الأمة من تحالفات المعارضة، خاطب الصادق المهدي ندوة كان قد أقامها حزبه في ميدان الخليفة.
بشر عضوية حزبه بالطريق الثالث، وهو طريق يختلف عن طريق النظام الحاكم ” الإنقاذ” الذي بدأ يقود حوارات بهدف تمكين جديد.
والمعارضة التي لم تحدد مشروعها السياسي لذلك بشر الصادق المهدي بالطريق الثالث.
طريق الصادق المهدي الثالث
حيث قال هو يعتمد على تعبئة الجماهير للقيام بتغيير ناعم يعتمد على رفع مذكرات ممهورة بالتوقيعات إلى جانب الاعتصام في الميادين والحوار.
إن الصادق أراد أن يقول انه يمثل الضلع الثالث في المثلث ” السلطة الحاكمة – تحالفات المعارضة – الصادق المهدي”.
فشل طريق الصادق الثالث لآن الصادق لم يقدم أفكارا جديدة تدعم هذا المصطلح.
تطور الخلافات
أيضا بعد إندلاع الحرب في 15 إبريل 2023م والخلافات التي حدثت داخل حزب الأمة بسبب قيام تحالف ” تقدم”.
ثم تطورت الخلافات في حزب الأمة.. كتبت رباح عن فكرتها للطريق الثالث تقول فيها:
(للذين يحلمون بديمقراطية على يدي الدعم السريع، أو أنه يمكن الصمت على تجاوزاته مرحليا.
ومن ثم زحزحته بعد الصعود على كتفيه، عليكم أن تراجعوا أنفسكم وكما قال السيد المسيح: كما ارتفع بالسيف فبالسيف ينزل).
وتضيف قائلة (على هذا الشعب النبيل أن يحفر طريقا ثالثا فلا المرفعين ولا السعلاة سيعبدان طريقنا للأمام.
علينا فقط التفكير في كيفية وقف حربهما اللعينة ولأجل ذلك علينا مخاطبتهما معا بالمصلحة الوطنية.
والضغط الشعبي الدبلوماسي ، بدون عمل تحالفات مع هذا أو ذاك).
طريق الحل والهروب
كتبت ناقدا مقولة رباح في مقال بعنوان “الطريق الثالث فكرة حل أم هروب” نشر يوم 21 يناير 2024 م قلت في ذاك المقال:
(أن الأستاذة رباح الصادق لم تقدم أي تفاصيل عن “الطريق الثالث” بل جعلت المهمة يقوم بها الشعب.
مع تأكيدها أن هذا الطريق الثالث لا الجيش يستطيع حفره ولا الميليشيا. أن فكرة “الطريق الثالث” تحتاج لعصف ذهني.
أن يبدأ بنقد الطريقين السابقين، ومعرفة الأسباب التي أدت لفشلهما، وبالنقد يتم تفكيك البنية الفكرية والثقافية للمشروعين.
وأيضا نقد الأدوات التي كانت مشاركة في الفشل، وهل لا تصلح أن تشارك مرة أخرى بذات مناهجها القديمة).
مصطلحات وشعارات
أن المصطلحات عندما تخرج في الساحة الدولية ليس هي في مقام الشعارات لكي يرددها الناس دون فهم أو وعي بحمولاتها.
ولكنها أفكار تهدف إلي نقد أفكار قائمة فشلت في انجاز مطلوبات جديدة، أو أن تستوعب سياسات جديدة.
تهدف إلي إزالة تعقيدات أو تدعم مصالح للذين جاءوا بالمصطلح.
فالسؤال ما هو الجديد الذي يريد تحالف ” صمود” أن يقدمه لكي يتجاوز مواقفه السابقة.
وإعلان طريق ثالث هو أعتراف مؤكد قبل الإعلان كان هناك طريقان ” طريق الوطن يقف في صفه الجيش وأغلبية الشعب السوداني.
والطريق الأخر ذو أجندة خارجية تعتبر الميليشيا أداة تنفيذه ومعها جوقة من السياسيين وًالإعلاميين والكتاب وغيرهم).
أين كان يقف تحالف ” صمود” من قبل أن يفترع له طريقا ثالثا؟ و ما هي الآسباب التي أدت لتغيير الموقف السابق إلي موقف جديد ” الطريق الثالث”؟ و ما هي الأجندة الجديدة التي يريد أن يتبناها التحالف و هي غير موجودة في الطريقين اللذين أصبحا غير مقنعين؟ أن أحترام عقول الناس و الشعب تحتم على قيادة التحالف أن تجاوب على الأسئلة اعلاه..
أن الحرب الدائرة الآن في السودان أسبابها سياسية، و كان صراعا على السلطة، و دخلت فيها أجندة أجنبية بثقل، فهي ليست خلافات رؤى يمكن الحوار حولها، أنما خلافات مصالح و أجندة خارجية.. القضية الأخرى لماذا توقيت فكرة الطريق الثالث جاءت بعد انتقال الحرب إلي ولايات كردفان و دارفور؟ و أيضا تعيين رئيس للوزراء و لم تكن قبل ذلك؟ أن تطورات الحرب و زحف الجيوش إلي ولايات كردفان و دارفور لتحريرها من الميليشيا و المرتزقة و الجوقة الداعمة لهم لا تسمح بأن يظهر طريق ثالث ألان.. و سيظل الشارع يعترف أن هناك طريقين فقط ” طريق الوطن و طريق الأجندة الخارجية” و جاءت الاتهامات الأمريكية و بفرض عقوبات على السودان يؤكد أن الأجندة الخارجية ماتزال تتحرك و تحرك معها كل الذين يدورون في فلكها.. مادامت أمريكا تتهم الجيش و تفرض عقوبات على السودان بسبب الاتهامات.. تكون أمريكا قد أقرت بشرعية السلطة في السودان.. في الوقت نفسه تحالف ” صمود” لا يعترف بذلك يقف ضد الجيش و الذين يقفوا معه..إذا لماذا طريق ثالث؟ و هو طريق لن يقنع أحدا لكي ينتمي إليه مادام الوطن يتعرض لمهددات خارجية..
ربما تكون هي فكرة السيد عمر الدقير الذي مايزال مقتنعا أن هناك كتلة صامته، مايزال يراهن عليها، و يعتقد أن هذه الكتلة الصامته سوف تغير المعادلة السياسية التي خلقت الحرب..أن انتصارات الجيش سوف تزيد الناس حماسا بالوقوف إلي جانبه حتى القضاء على الميليشيا.. و بالتالي محاولة تجديد المصطلحات دون اتباعها بأفكار لن تحدث تغييرا في مواقف الناس.. نسأل الله حسن البصيرة..
بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن
أقلام: صحوة نيوز