مراجعات في أطروحات سياسية

إية عملية إصلاح أو مراجعات أو دعوة للتغيير في المجتمع تبدأ بنقد الأفكار والسياسات التي كانت سببا في إقعاد وتخلف هذا المجتمع. 

وسببا في تكبيل حركة تقدمه، ومنعته من التطور سياسيا واقتصاديا، وأيضا نقد دور المؤسسات السياسية فيه لمعرفة فاعليتها.

واستيعابها للواقع المتغير، ومعرفة الميكانيزمات المؤثرة في هذا الواقع.. وقراءة الواقع ليس عبر الرغائب.

والعواطف والمواقف “ضد أو مع إنما القراءة يجب ان تكون واقعية ومبنية على الحقائق التي على الأرض وليس واقعا أفتراضيا.

ثقافة خاطئة

في السودان؛ ومنذ تدرجنا في مراحل التعليم وبدأنا نفهم “الف باء السياسة” كانت هناك ممسكات لثقافة سياسية خاطئة.

وماتزال تقوم على تصنيف معرفي ثقافي لا يسمح للشخص الخروج منه، أن تقسم الناس لكتلتين الأولى تقليدية متختلفة ورجعية.

والكتلة الثانية هي القوى الحديثة التقدمية المتحررة وبعد ثورة ديسمبر تمت إضافة المدنية.

الإنتاج الفكري

هذا الصندوق المغلق على التيارين تسبب سلبيا في تعطيل حركة الوعي في البلاد، وأيضا في قلة الإنتاج الفكري والثقافي السياسي.

لأنه لا يعطي الفرد حرية الاختيار والنقد خارج هذا الصندوق.

والغريب إذا قدم شخص نقدا لسلبيات المنصة المنسوب إليها يتهم بأنه تحركة إلى أخذ مقعد في المنصة المضادة لمنصته السابقة.

هذا السلوك بالفعل يشكل كوابح لحركة الفكر والنقد والاجتهادات لعناصر في المجتمع يملكون أدوات الاجتهاد الفكري والمعرفي.

إذا كان هناك شخص يملك أدوات الأجتهاد الفكري، وليس له أية علاقة بهذا الصندوق.

اطروحات فكرية

وقدم أطروحته الفكرية، أو الثقافية، قبل القراءة تجد البعض يسأل من هو وما هو حزبه.

ولم يستطيعوا تصنيفه، وأصبح خارج هذه القيود.. يسأل عن اسرته لكي يتم بعد ذلك تصنيفه، ويتم ذلك قبل قراءة المنتج.

ونقده المنتج بالأدوات العلمية.. لكن النقد يتم بالتصنيف بالانتساب لأية فئة من الفئتين داخل الصندوق.

وإذا أصبح لا يميل سياسيا تهمل أطروحته.. هذه القيود لم تصنعها السلطة.

أنما صنعتها الأحزاب السياسية لكي تجعلها كوابح ضد بعضها البعض، وهي ذات الأحزاب التي ترفع شعارات الديمقراطية.

هي التي تضع القيود لها وتعطل حركة الفكر في المجتمع… الغريب في الأمر؛ أن أغلبية المثقفين السودانيين خاضعين للصندوق.

والتصنيفات التي تتم فيه وكل واحد منهم يحاول إظهار الولاء للمجموعة التي يريد أن يصنف فيها.

جفاف فكري

وهذه الظاهرة لابد من دراستها لأنها من أهم العوامل التي تتسبب في حالة الجفاف الفكري التي تعاني منها البلاد.

هذه الظاهرة ليست قاصرة في الصراع السياسي بين المكونات السياسية وأيضا داخل الأحزاب نفسها.

قال المحبوب عبدالسلام في أحدى حواراته، هناك مجموعة من المثقفين والمفكرين الإسلاميين كانوا داحل الحركة الإسلامية يطلقون عليهم صفة ” المثقفاتية”.

وإنتاج هؤلاء هو للإستهلاك في دائرة ضيقة.. وكما كتب الدكتور التجاني عبدالقادر الثنائيات القاتلة عن ظاهرة الصراع عبر التقليديين والتقدميين.

الحزب الشيوعي

وظهرت بصورة كبيرة في مراحل مختلفة من تاريخ الحزب الشيوعي من خلال الموقف ضد أراء عبدالوهاب زين العابدين وعوض عبدالرازق.

وأيضا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي الموقف السالب من أراء الخاتم عدلان، والمجموعة التي معه.

وأيضا أراء الدكتور الشفيع خضر والمجموعة التي معه.. وجميعهم أطلقوا عليهم الإنحرافية الفكرية والسقوط في الحضن اليميني. 

إلى جانب معاداة الحزب الشيوعي.. وأيضا في موقف كل من محمد على جادين وعبدالعزيز حسين الصاوي في حزب البعث.

 

كلها مواقف ضد الخارجين عن أحكام الصندوق.. أن قيود الصندق هي التي كانت سببا في تعطيل حركة الفكر.

والثقافة في البلاد.. وهي التي جعلت البلاد لا تنهض.

إن قراءة الواقع والقيود التي تكبل الجميع هي التي تجعل كل يتخندق في مكانه دون السماح للتقدم خطوة واحدة تجاه الأخر.

بهدف كسر هذه القيود.. ومعلوم أن المصالح خاصة مصالح القيادات الي تريد احتكارية القيادة.

هي تمثل أكبر عقبة في تجاوز أحكام لصندوق.. هناك الكثيرين الذين يبدأون تحليلاتهم بقراءة جيدة للواقع.

وفي منتصف الطريق يعتقدوا إن الذهاب في هذا الطريق بذات الفكرة سوف توقعهم في تصنيفات الصندوق.

لذلك لابد من ” كسرة أبو على حسن عطية في الغناء”.. الأجيال الجديدة بدلا من حمل شعارات.

وترديدها دون الوعي بمدلولاتها، يجب عليهم تكسير حواجز الصندوق وعدم العمل بتصنيفاته.. بهدف فتح طرق الاجتهاد والفكر.

وبدلا من البحث عن هوية الكاتب يجب قراءة المكتوب وفهمه ونقده بأدوات العلم وليس أدوات الانتماء السياسي.

مراجعات حزبية

الحرب بالضرورة سوف يكون لها تأثير في المستقبل على العملية السياسية، ومراجعات لها، وأيضا سوف تبرز قيادات جديدة.

وربما أحزاب جديدة إذا فشلت الأحزاب القديمة استيعاب التصورات الجديدة، وفشلت أن تتحول إلى مواعين ديمقراطية.

أن حالة الإنغلاق بسبب الإرث الثقافي التاريخي المهزوم بالفشل، والذي كان سببا في جلب التدخلات الخارجية في الشأن السياسي السوداني.

يجب الحيطة والحذر منه.. لأنه كان سببا في إطالة عمر الحرب، وكان سببا في الوصول للحرب.

التدخلات الخارجية

فالتدخلات الخارجية هي أخطر داء على البلاد، والممارسة السياسية في فيها.

والتغيير لا يتم إلا إذا استطاع العقل السياسي السوداني أن يتجاوز إرث الفشل التاريخي في البلاد.

وقدم أفكار خضعها للحوار يشارك فيه الكل.. وأقولها بشكل واضح أنا لا اريد أن أكون تقدميا ولا رجعيا.

فقط زين العابدين وأقدم أطروحاتي واعتقدها صوابا ربما لا تخلو من الخطأ… نسأل الله حسن البصيرة..

بقلم: زين العابدين صالح عبد الرحمن

رصد: صحوة نيوز

انضم لقروبنا في الواتساب

صفحتنا على الفيسبو

الزينصالحمراجعات
Comments (0)
Add Comment