تداولت مصادر سياسية مطلعة تسريبات تتعلق بالتشكيل الوزاري المرتقب في الحكومة المدنية الجديدة برئاسة الدكتور كامل إدريس، وسط ترقب واسع للإعلان الرسمي الذي تأخر بسبب معايير مشددة يصر إدريس على تطبيقها في اختيار الوزراء، أبرزها الكفاءة، النزاهة، والحياد، وفقًا لما نقلته قناة الجزيرة.
وأكدت المصادر أن الحكومة الجديدة ستكون قائمة على شعار “التقشف في كل التفاصيل”، مع تمثيل عادل لمكونات المجتمع السوداني، فيما تصر حركات الكفاح المسلح على التمسك بنسبها في اتفاق جوبا، ما خلق حالة من الشد والجذب قد تؤخر إعلان التشكيل الكامل.
رجال الظل حول رئيس الوزراء كامل إدريس
من أبرز الشخصيات المقربة من رئيس الوزراء، يبرز وزير الإعلام السابق خالد الأعيسر، والذي تربطه علاقة وثيقة بإدريس منذ وجودهما في لندن. كما يظهر على السطح كل من الخبير الاقتصادي د. حسين الحفيان، والدبلوماسي بدر الدين الجعيفري، ونزار عبد الله، رجل الاستخبارات الذي عمل مؤخرًا في بعثة السودان بجنيف، وجميعهم رافقوا إدريس في عودته إلى البلاد.
رؤية مبتكرة لتشكيل الحكومة
يتبنى إدريس نموذجًا مختلفًا في اختيار الوزراء، حيث بدأ بتحديد معايير الاختيار قبل فتح الباب للمنافسة بين المرشحين. ووفق مصادر مقربة، فإن الحكومة ستضم 18 وزارة وعدد من المفوضيات، تمت مناقشتها مع أعضاء مجلس السيادة، قبل اعتمادها رسميًا في 19 مايو الماضي.
وجوه جديدة وتمثيل نوعي
يركز إدريس على إشراك الشباب والمرأة في التشكيلة الجديدة، مع منح فرص حقيقية لـ ضحايا الحرب وقادة الحراك المدني. وتشير التسريبات إلى ترشيح الشاب جرجس روح، أحد جرحى الحرب، لتولي منصب وزاري.
صراع على وزارة الخارجية
تحتدم المنافسة على حقيبة الخارجية بين عمر صديق، السفير السابق في الصين، وإدريس فرج الله، نائب وكيل وزارة الخارجية، والذي يتمتع بخبرة واسعة في غرب أفريقيا، ويتحدث ثلاث لغات.
الصحة تتجه نحو شرق السودان
تولي الحكومة الجديدة أهمية خاصة لشرق السودان، وتُدرس عدة ملفات لترشيح وزير من أبناء الإقليم لحقيبة الصحة. ومن بين الأسماء المطروحة: د. أوشيك سيدي أبو عائشة وبروفيسور محمد الأمين أحمد.
الإعلام بين الأعيسر وسامية الهادي
في حال لم يُكلّف خالد الأعيسر بوزارة الإعلام، فمن المرجح أن يُعيّن مستشارًا إعلاميًا لرئيس الوزراء. أما سامية الهادي، فبرز اسمها لتولي الوزارة نظرًا لكفاءتها واستقلاليتها.
أدوار مرتقبة لعبد الرحمن الصادق ونبيل أديب
من المتوقع أن يلعب كل من الفريق عبد الرحمن الصادق المهدي والمحامي نبيل أديب أدوارًا مهمة في الحكومة، خارج التشكيل الوزاري المباشر، رغم تراجع إدريس عن تعيين أديب وزيرًا للعدل.
خلافات مع حركات الكفاح المسلح
رغم الإشادة بالحركات المسلحة، إلا أن الخلافات لا تزال قائمة، خاصة مع حركة العدل والمساواة، التي ترى أن أي تقليص لحصتها الوزارية يُعد خرقًا لاتفاق السلام. بينما تسعى أطراف أخرى لإقناع جبريل إبراهيم بتولي موقع متقدم داخل الدولة.
إدريس في سباق مع الزمن
غدًا يُكمل إدريس شهرًا كاملًا منذ تكليفه بتشكيل الحكومة، فيما الضغوط الزمنية والتعقيدات السياسية قد تدفعه للإعلان عن حكومة مصغرة مبدئيًا. ومع استمرار التوترات، يظل مستقبل الحكومة مرهونًا بقدرته على التوفيق بين تطلعات الشارع واتفاقات السلام.
اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب