بقلم: أبوالقاسم عمر
تداولت الساحة السياسية الايام الماضية تساؤلات مشروعة حول مقدرة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو “حميدتي” علي معالجة أزمة الشرق التي ابرز اسباب سقوط حكومة حمدوك الثانية.
وهل يملك حميدتي اوراقاً ومقترحات يمكن ان تسهل الوصول الى حلول حاسمة للازمة التي فشلت المبادرات وجهود والوفود الاهلية والحزبية التي زارت الشرق واستمعت لقيادات البجا وشبابها الذي اشعل الاحتجاجات وأغلاق الميناء والطرق؟.
عدد من الأسباب يمكن ان ترجح حظوظ “حميدتي” في معالجة الازمة، مثل معرفته الكاملة بتفاصيل مسار الشرق في اتفاق جوبا باعتباره كان الشخصية الرئيسية في تحقيق انجاز السلام بقيادته وفد الحكومة المفاوض للحركات وممثلي المسارات، مما يجعله الاكثر دراية بخبايا الاتفاق.
اختيار حميدتي لرئاسة لجنة وضع تصور لمعالجة ازمة الشرق لم يأتي من فراغ فهو علي دراية بالازمة وليس متهجما عليها وتلك ميزة ايجابية لبداية مسار المعالجة.
وحميدتي أيضاً هو قائد قوات الدعم السريع التي عرفت وعرفها اهل شرق السودان عندما ساهمت بفاعلية في إطفاء نيران النزاعات التي شهدها اقليم الشرق بقبول شعبي واسع ظهر بوضوح خلال استقبال القوات في النزاعات التي حدثت ببورتسودان وبعض مدن الشرق خلال الفترة السابقة.
وإكراماً لتدخل حميدتي لمعالجة الأزمة كان تراجع مجلس نظارات البجا عن العودة لاغلاق الشرق الاحتجاجي للمرة الثانية مما يقف دليلاً على تاكيد المكانة المحترمة والعالية التي يتمتع بها النائب الاول في شرق السودان بين القادة والمواطنين، وثقتهم في مصداقيته واستبشار بنجاح جهوده في تحقيق معالجة وتجاوز الازمة.
شخصية دقلو والبيئة التي ينتمي لها والمتميزة بالبساطة بجانب صراحته ووضوحه ورفضه لاسلوب الدسدسة والغتغتة ومناورات السياسة والسياسيين ! كلها مميزات يتمتع بها حميدتي وتحقق له القبول في المجتمعات خاصة التي تؤثر فيها الادارة الاهلية التقليدية كماهو حاصل في شرق السودان الذي قبل بجهوده وتدخله لحل ازمة “مسار الشرق”.
في تقديري ان الإجراءات التي يمضي فيها النائب الاول من العمل علي ترتيب وتنسيق عقد مؤتمر جامع من كافة المكونات والمجموعات في الشرق مع الاستعانة بأهل الخبرة للتباحث حول الازمة، اتوقع ان تحقق النجاح المطلوب ومقاربة للمعالجة برؤية مختلفة مستفيداً من خبراته في ادارة معالجات النزاعات والوصول الى حلول مرضية للاطراف المختلفة وتجاوز البلاد لأزمة الشرق قبل تطورها لمزيد من التعقيدات.