الخرطوم: (صحوة نيوز)
التظاهرة الأكثر حجماً ومشاركة هي التي حدثت في 19 ديسمبر، والتي وصفها مراقبون بأنها الاقوى من بين المليونيات التى خرجت خلال الفترة الماضية.
وصادفت مليونية 19 ديسمبر الذكرى الثالثة لاندلاع شرارة التظاهرات التي توجت باقتلاع نظام الرئيس السابق عمر البشير.
امكانيات كبيرة وتنظيم محكم جعل الثوار يتجمعون في الزمان والمكان المحددين رغم الترسانة الامنية العاتية ويصلون محيط القصر الجمهوري بالخرطوم وينقلون صورا مع العسكريين المرابطين هناك على انها تلاحم جديد.
وثمة سؤال يفرض نفسه، هل كانت كل الترتيبات التى اوصلت الثوار الى محيط القيادة من بنات افكار الشباب الغاضب وتجمع المهنيين المتهالك ولجان المقاومة؟.
ويؤكد المحلل السياسي والقيادي البارز بحزب الامة القومي موسى حمدين، تدخل ايادي اجنبية كانت لها لمسات، ورسمت الخطة للثوار لاحداث انقلاب على المشهد السياسي بالتدافع ورفع شعارات رفض الشراكة مع العسكر.
ويوضح حمدين ان بعض دول الغرب كانت في انتظار تنفيذ الخطة المرسومة، ويرى ان تحذيرات السفارة الامريكية بالخرطوم لرعاياها بعدم التحرك ليس بمعزل عما ظهر من دعم خفي.
ويضيف حمدين انه وبحسب متابعاته وقف علي توزيع دعم كبير على المنظمين والذين قاموا بدورهم بتوزيعه على المستوى القاعدي لتعزيز التظاهرات باكبر اعداد من المشاركين.
ويشير الى ان امريكا ظلت تمارس الازداوجية في التعاطي مع الاوضاع بالسودان تارة بالتدخل الايجابي لتحقيق بعض اغراضها وتارة اخرى بتاليب الشارع السوداني على الحكومة الانتقالية واظهارها في وضع مهزوز لتمرير اجندتها.
وابدى حمدين اسفه لعدم تعاطي الحكومة مع التحركات السياسية السالبة تجاه البلاد من قبل بعض السياسيين، الذين فتحت لهم السفارات للتخطيط ضد الامن القومي مما يضعهم في خانة التخابر.
ويشدد حمدين لضرورة حسم التدخلات الاجنبية من قبل الدبلوماسيين دون اي تهاون وفي المقابل مساءلة بل محاكمة قيادات الاحزاب التى تتردد على السفارات سرا لحياكة المخططات ضد البلاد.
وتساءل حمدين قائلاً ما الذي تريده امريكا من خلال ازدواجية المعايير تجاه السودان، بمخالفتها مع بريطانيا البيان الرباعي بمساندة ودعم اتفاق البرهان وحمدوك.