إزدواجية معايير «المجتمع الدولي» في الأزمة السودانية

بقلم: ابوالقاسم عمر
ظلت مجموعة دول الترويكا والاتحاد الاوروبي وامريكا في حالة تدخل دائم وبصورة سافرة جداً في الشؤون الداخلية للسودان.

وهذه الدول التي احتفظت لنفسها بمسمى “المجتمع الدولي” تستخدمه للتدخل في شأن السودان لتحقيق مصالحها وليس حل مشاكل البلاد.

وخلال كل الازمات التي مرت بالسودان لم يقدم “المجتمع الدولي” حلولاً لمشاكل السودان الأمنية والاقتصادية والسياسية.

وتشهد الازمة السودانية تعقيدات بالغة بسبب إنسداد الافق السياسي وساهم فشل السياسيين السودانيين في معالجة القضايا بفتح الباب واسعاَ لتدخل امريكا ودول الترويكا.

لا اعتقد ان المجتمع الدولي لديه رغبة وحريص في حل الازمة السودانية، بدليل عدم تقديمه لأي مقترحات يمكن ان تقود لانهاء حالة الاحتقان السياسي والامني بالسودان، ولكنه يسعى بان تظل الاوضاع هكذا بلا حلول جذرية حتى يتمكن من تمرير اجندته عبر واجهاته داخل السودان.

وخلال الازمة السودانية الماثلة اكمل مايسمى بالمجتمع الدولي تدمير الاقتصاد وشارف على هتك النسيج الاجتماعي.

بينما لم يصحو قيادات السياسة بالسودان من خلافاتهم والبحث عن مصالحهم الحزبية الضيقة مع تجاهل الوطن وأضاعوا كل فرص العبور بالبلاد نحو آمال الشعب في التحول الانتقالي الديمقراطي.

الشاهد ان الازمة السياسية السودانية لازالت مسيطرة على عناوين الاخبار في الوكالات والفضائيات الدولية والاقليمية، وكلها للأسف اخبار غير مبشرة بمستقبل يحقق رغبات اهل السودان في نهضة وطن اضاعه السياسيين بسبب إنسداد الافق امامهم.

كان من الممكن ان تقود قرارات 25 اكتوبر لقائد الجيش ثم الاعلان السياسي بين البرهان وحمدوك في معالجة الازمة السياسية السودانية، ولكن قبل ان يمضي وقتاً طويلاً، اعلن رئيس الوزراء عبدالله حمدوك استقالته للشعب السوداني.

الاستقالة التي عقدت الاوضاع وتصاعدت حدة الاستقطاب في الشارع وزادت حالة الاحتقان مما ادى الى شلل عام لأي مقترح ايجابي يمكن ان يساهم في حل الازمة التي تتصاعد مع مرور كل يوم.

يبدو واضحاً ازدواجية المعايير التي يعمل بها “المجتمع الدولي” تجاه السودان، فقد راينا دول الغرب وفي مقدمتها امريكيا ليس لهم اهتمام كبير باستقرار السودان لكنهم ينشطون في خلق وصناعة الازمات وإدارتها بما يحقق مصالحهم فقط.

ونشاهد عبر كافة الوسائل امتلاكهم لكل الاليات التقنية وادوات المكر السياسي والمخابراتي للسيطرة على الموارد التي يذخر بها السودان.

الترويكاالسودانالمجتمع الدولي