بقلم: إسماعيل شريف
علاقات قديمة تتجدد مع الزمن تربط بين السودان ودولة الامارات العربية المتحدة.. كتبها التاريخ بحروف من نور كانت بدايتها تلك العلاقة الأخوية الخاصة التي جمعت الراحلين الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والمشير جعفر نميري عليهما رحمة الله.
وإمتدت عبر كل الحقب بذات الحب ومودة البدايات.. لم تتاثر بتغييرات من يدير الشأن هنا وهناك إذ أن القواسم المشتركة كانت تصمد تحت كل الظروف وتتحدى المعوقات وتقف وتتصدى لعوامل تغير المناخ السياسي المتذبدب.
إمتدت يد السودان للإمارات وهي بعد دولة جديدة وليدة فقد كانت الكفاءات السودانية تضع بصمتها في المدن الإماراتية وترسم معالم المستقبل هناك في كل المجالات ومن هنا كانت تلك الصورة النضرة للوجوة السودانية السمراء ذات الإبتسامات البيضاء النقية ترسخ في الأذهان بالإمارات وتجعل الكل يشعر تجاههم بالراحة والأمان.
مر السودان بكبوات عديدة الإ أن مساندة الصديق والشقيق الإماراتي كانت حاضرة بمشاعر صادقة خففت عليه الكثير من المحن .. والمحن غربال كما يقولون.. تفرز الأوفياء وتؤكد الأصدقاء.
على نهج الكبار عبرت قيادة الإمارات عن إهتمامها المتعاظم بالسودان والسودانيين وهي تقدم منحة دراسية متكاملة للطلاب الأوائل في إمتحان الشهادة السودانية للعام 2021م وذلك بمبادرة كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد ابوظبي حفظه الله ومتابعة دقيقة من سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الوزراء وزير شؤون الرئاسة.
كان مستهلا لها إتصال السيد السفير محمد بن حمد الجنيبي سفير دولة الامارات العربية المتحدة بالخرطوم بوزارة التربية والتعليم السودانية للتهنئه بالنجاح وإتاحة هذه الفرصة التعليمية للطلاب الاوائل.
شملت المنحة بجانب الدراسة توفير كافة الخدمات من سكن وإعاشة وراتب شهري وتذاكر سفر في الإجازات السنوية طوال فترة الدراسة.
بعد إكتمال كافة الإجراءات وصل الطلاب الأوائل لدولة الامارات العربية المتحدة وتم إستقبالهم بالمطار وسبق ذلك إحتفال فخيم نظمه سفير دولة الإمارات بالسودان عبر خلاله الطلاب وأولياء أمورهم عن سعادتهم البالغة بهذا الإهتمام الكبير الذي توليه قيادة الإمارات بشباب السودان وإستعرض المتحدثون فيه عمق الصلات بين الشعبين الشقيقين.
أيادي أمينه تقدم كل مالديها لتوفير كل احتياجات الطلاب وطاقم كبير يضع نفسه رهن إشارتهم ليكتمل التفوق ونراهم قريبا من أعظم العلماء والمتخصصين كل حسب مجاله.
تشرفت بمرافقة الوفد الطلابي إلى دولة الإمارات، حيث شهدت بنفسي مدى إهتمام المكلفون بترتيب وتوزيع الطلاب ووقوفهم على كل صغيرة وكبيرة والحفاوة التي تم إستقبلنا بها من قبل المكتب التنفيذي لسمو وزير شؤون الرئاسة مما يعكس حرص قيادة هذه الدولة على دعم الشعب السوداني في كافة المجالات.
هنيئا للاوائل وهم يحصدون ثمار غرسهم ونبوغهم وتفوقهم، شكرا للامارات وهي تدعم السودان في كل المحافل وعبر كل الحقب.