وتأتى حكاية من حلتنا تحمل فى طياتها جزيل الشكر والامتنان لاؤلئك الذين وضعوا أنفسهم ومعارفهم ووقتهم لخدمة المجتمع كل شخص حسب موقع عمله فكثيرا من الموظفين يبذلون مافى وسعهم لتقديم خدمة لشخص لايعرفونه فقط جاء يسأل عن كيف يكمل إجراء لخدمة معينة فيجد من يقدم له مساعدة مكتملة لم يكن يتوقعها أو يتوقع أن يكون مثل هذا الشخص موجود فى دواوين الخدمات الحكومية أو حتى فى الأسواق أو المصانع أو المزارع أو حتى فى الطريق العام أو المواصلات العامة ومواقفها المنتشرة فى المدن الريفية أو الحضرية وحتى مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت لها سهما فى ذلك.
وهنا نرفع التحايا لإحدى الزميلات اللاتى التقيتهن فى العمل العام فى إدارة الجوازات قبل فترة ليست بالطويلة ولاتزال مستمرة، هاتفتها بالأمس يقنيا بأنها ستدلنى على ما أبحث عنه وتملكنى المعلومة الصحيحة التى أحتاج إليها وفعلاً لم يخب ظنى بها ولم تخيب ظنى فيها فقد قدمت لى معلومات دقيقة وصحيحة شعرت بعدها بهم ثقيل زاح من صدرى وأصبح طريقى واضح المعالم أمتلك المعلومة الصحيحة التى تساعدنى وتعيننى على إكمال مهمتى بسهولة بإذن الله فغياب المعلومة بالتأكيد له آثار سالبة لاتحمد عواقبها فكثير منا أضاع فرص عديدة كان يمكن أن تغير مجرى حياة للأفضل وذلك بسبب غياب المعلومة الصحيحة.
أعود لأقول أنه وبعد ختام مهاتفتى بحثا عن المعلومة شكرت الزميلة على إهتمامها الذى بدأ من لحظة الرد على الإتصال الهاتفى فكثير منا يتصل على زميل له أو أحد المعارف بغرض السؤال عن معلومة معينة لكنه يخيب ظنك إما بعدم الرد على الهاتف أو الرد والوعد بالبحث عنها لكنه لايعود إليك مرة أخرى ولا حتى إعتذار على رسالة واتس أو نصية لعدم تمكنه من الإحاطة بالمعلومة التى طلبتها، يتجاهلك كأن شيئاً لم يكن لكنك تجد له العذر فالمشاغل أصبحت تنسى الناس كثير من أغراضهم الخاصة دعك عن الإهتمام وتذكر حاجيات الآخرين فلهم العذر والسماح، ويقينى فى ذلك أن الله سيسخر لك شخصا آخر يجعل طلبك فى سلم أولوياته ويظل بحثا عن ماتطلبه حتى يوفى به دون الحاجة لتشكره وتثنى عليه على مابذله من جهد ووقت ومال فى بعض الأحيان.
فعندما هممت بقطع الإتصال وإنهاء المكالمة قدمت شكرى للزميلة كعادتى دائماً عندما أطلب مساعدة من شخص ويقدم مافى وسعه من جهد مخلص ومفيد لكن جاءنى الرد المفرح والايجابى بأن: ماقمت به من رد على الإتصال وخدمة طلبتها ماهو إلا واجب يتحتم علئ أن أقوم به ولا أطلب عليه شكرا ولاثناءاً.
فكانت هذه الكلمة مفتاح لحكاية من حلتنا التى تبحث عن الجميل والمبدع والمفيد فى المجتمع فمثل هذا الرد نحتاجه جمعيا فى التعامل بيننا، فالحياة أصبحت صعبة والظروف العامة تحتاج أن نقدم الكلمة الطيبة والحسنة ونغلفها بعناية فائقة لتصل للآخرين برونقها وجمالها الطبيعى مهما كانت الأفعال صغيرة وأن تكون أفعالنا وأعمالنا مربوطة فى كل الأوقات برضا الله ومن ثم تسخيرها لخدمة المجتمع كل شخص فى مجال عمله ليعود ذلك البهاء والتميز لإنسان بلادى الذى عرف به فى الداخل والخارج فمن يفعل الخير لايعدم جوازيه لايذهب العرف بين الله والناس.