بقلم: ابوالقاسم عمر
خلال أيام وضحت الصورة تماما حول ما يحدث في أوكرانيا وجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبييتين، وذلك بأن الولايات المتحدة الأمريكية ومجموعة دول الغرب تسعى جاهدة لشيطنة روسيا من خلال عمليات التصحيح التي تتبناها موسكو في دولة أوكرانيا.
ورغم أن أهداف العملية الخاصة لروسيا في أوكرانيا معلومة ومعروفة للعالم وهي نزع السلاح ومحاربة النازية الجديدة وحماية شعب دونباس، الا ان الغرب صور العملية كأنها استعمار، وتاريخ روسيا المعروف يؤكد انها لم تكن في يوم من الأيام دولة استعمارية تفرض سطوتها على من هم أضعف منها.
والان تتحرك أمريكا وحلفائها في كل قارات العالم للضغط على روسيا وادانة ما قامت به باستخدام مجلسي الأمن الدولي وحقوق الانسان ثم الجمعية للأمم المتحدة.
والواقع يقول ان روسيا تهدف من عمليتها تجاه أوكرانيا حماية الاتحاد الروسي من التهديد العسكري الذي تشكله دول حلف الناتو باستخدام الأراضي الأوكرانية لإنشاء نقطة انطلاق ضد روسيا التي ليس لديها أي نوايا لاحتلال أوكرانيا ولا ينفذ جيشها ضربات صاروخية وجوية ومدفعية على المدن والمدنيين.
وبذات نهج القانون الدولي الذي يحاول الغرب استغلاله يتضح أن العملية الروسية الخاصة مشروعة تماما ويتم تنفيذها وفقا للمادة 51 الجزء 7 من ميثاق الأمم المتحدة، بموافقة الجمعية الاتحادية للاتحاد الروسي وبناء على طلبات رسمية من قيادات جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين.
إجراء هذه العملية الخاصة يرجع إلى أن الأوضاع التي وصلت إليها منطقة دونباس وأوكرانيا كلها كانت نتيجة انقلاب غير دستوري في فبراير 2014 نفذته قوات النازيين الجدد بدعم غربي لدولة تضم عشرات الملايين من المواطنين الناطقين بالروسية.
وأطلق نظام كييف الجديد صراعا على اللغة والثقافة الروسية وزرع أيديولوجية النازية الجديدة بقوة، حتى أصبحت عمليات القتل خارج نطاق القضاء للمعارضين السياسيين واضطهاد المنشقين تعتبر أموراً عادية بالنسبة للنظام في كييف واستمرت الإبادة الجماعية والحرب الدموية ضد سكان دونباس والحصار المفروض على المنطقة لمدة 8 سنوات.
وتتبرا موسكو من التهديد للمدنيين في أوكرانيا اليوم وتؤكد ان التهديد لا يأتي من الجيش الروسي الذي يضرب فقط المنشآت العسكرية بأسلحة دقيقة، ولكن يأتي التهديد من نظام كييف الذي أطلق العنان للإرهاب ضد مواطنيه، وكذلك من “الكتائب الوطنية” التي أصبحت خارج سيطرته. ليس للقوميين حدود في معاملتهم للسكان المدنيين حيث إنهم يضعون الدبابات والمدفعية وراجمات الصواريخ بالقرب من رياض الأطفال والمدارس ويجهزون مواقعاً لإطلاق النار من على أسطح المنازل، ويستعملون النساء والأطفال كدروع حية.
علاوة على ذلك أطلق نظام كييف سراح المجرمين من السجون وفي الوقت نفسه قام بتوزيع عشرات الآلاف من الأسلحة النارية (فقط في كييف – أكثر من 10 آلاف) على أشخاص مجهولين. والآن في مدن أوكرانيا تتجول هذه العصابات المسلحة دون رقيب وتقوم بعمليات النهب والسرقة.
لقد انتهى صبر روسيا فيما يتعلق بجرائم وأفعال نظام كييف الذي قام بحظر اللغة الروسية، وحول قسرا العملية التعليمية في المدارس الناطقة بالروسية إلى اللغة الأوكرانية، وتبين من واقع الحال أن كييف تعمل على تشجيع العملية التعليمية التي يتم فيها تعليم تلاميذ المدارس الأوكرانية كراهية روسيا، حيث استبعد الروس من قائمة الشعوب الأصلية في أوكرانيا، علاوة على حظر القنوات التلفزيونية باللغة الروسية في بلد يضم عشرات الملايين من المواطنين الناطقين بالروسية.
ومن المفارقات الاعلان الرسمي ان روسيا هي العدو رقم واحد في العقيدة العسكرية لأوكرانيا، في مقابل اضطهاد جميع السياسيين الأوكرانيين المدافعون عن الصداقة مع روسيا.
وانتهجت اوكرانيا ممارسات سالبة كثيرة تحت دعم وتعاطف الغرب حيث أحرقت عشرات المواطنين الناطقين بالروسية في مدينة أوديسا في فبراير 2014 وقامت كذلك بقصف السكان الناطقين بالروسية من دونباس في آخر 8 سنوات.