آدم تبن يكتب حكاية من حلتنا: في «بيت حبوبة»

ياولد تعال سريع عشان ماشين بيت حبوبا وهنا تسمع جلبة وحركة نشطة ومتسارعة فالكل يمنى نفسه بتجهيز نفسه قبل الآخرين فزيارة بيت الحبوبة أو الجدة لها مذاق وطعم لا يمكن وصفها فهى زيارة تكتسب أهميتها أنك ستحاط برعاية وحنان متدفق من الجدة التى تولى أحفادها عناية فائقة وحنين يملأ جوانبهم بمزيد من الإهتمام والعناية التى تشعرهم بحبها لهم فهم قرة عينها فهى عندما تطول غيبتهم عنها يضيق عليها بيتها برغم من إتساعه.

وعندما يزورنها يتسع بيتها لتشملهم بعطفها وحنانها الذى يزداد كلما زاروها وحلوا ضيوفا عندها فالجدة أو الحبوبة حباها الله بميزات إنسانية قل إن تجدها عند الآخرين فعندها يتساوى الجميع بنين وبنات تمنحهم حبها وحنانها دون تكلف أو عناء، فيالها من جدة رائعة تستحق عنايتنا ورعايتنا كما ترعى هؤلاء الصغار بروح طيبة وقلب نقى يحمل الخير والحب والحنان.

وحكاية من حلتنا تقف هناك وتشاهد جميل المنظر وروعته عندما يدخل هؤلاء الصغار على جدتهم أو “حبوبه” كما يحلو لهم مناداتها فى كل وقت فهاهى تحتضن أصغرهم وتضمه إلى صدرها بحنان يشعره باهميته وحبها لها وتقبله معلنة شوقها إليه فهى كم تشتاق إلى زيارة أحفادها الذين غابوا عنها لفترة وهى فى انتظار زيارتها، وهاهى تبحث عنهم واحداً تلو الآخر لتضم كل واحد منهم على صدرهم وتقبله وتمنحه بعضا من حنانها وحبها الذى جعله الله يتسع ليشمل الجميع فهى تحمل قلبا ناصع البياض لا تشوبه شائبة لا تعكرة الأيام وعادياتها فأحفادها يمثلون لها عالما آخر لايمكن الاستغناء عنه فهم يسكنون فى داخل بطين قلبها المملوء حنانا وحبا يزيد كلما زاروها فهى تعطيهم كل ماعندها وتنتظر عودتهم مرة أخرى لتزودهم بمزيدا من حنانها وحبها وعطفها عليهم، فدلونى على جداتكم لنقول لهن حفظكن الله ورعاكن وجعلكن سندا لأحفادكن.

وهناك تنادى الجدة على أحد أحفادها فيتسابق الجميع إليها ليظفروا بتقديم الخدمة لها فهى عندهم تستحق أكثر فهى تعطى ولا تأخذ إلا نادراً لذا عندما تطلب العطاء فالكل يمنى نفسه بخدمتها على وجه السرعة، وتستمر فى عطائها فتمنح ذاك عصيرا من صنع يدها لأنها يحبه وتريد أن تراه يتلذذ بشربه وتسأله عن طعمه ومذاقه قائلا له هل عجبك؟ فيرد حفيدها حلو وطاعم حبوبه، ياسلام على جميل صنع يدك ياحبوبه فها إنت تنالين ثقة حفيدك فقد أعجبه صنع يدك شرابا رائعا مملوء بطعم الحب والحنان قبل طعم السكر والحلاوة.

فشكراً لك جده أو حبوبة رسمت واقعا جميلاً على أحفادها الذين يأتوا إليها فى زيارات متقطعة إلا أنها زيارات يتمنى الجميع ألا تنتهى ولا يريدون سماع كلمة “يلا نمشى البيت” فيالها من زيارة رائعة تعيد الانسجام والتماسك بين أفراد الأسرة أجمعين.

السودانالعلاقات الاسريةتواصل الاجيالحبوبة