هبات ربانية كثيرة أودعها الله جل جلاله فى بعض أفراد مجتمعنا السودانى، فكانت عنوانا لهم يعرفون بها وأصبحت أسماؤهم مرتبطة إرتبطا وثيقا بتلك الهبات الربانية التى تجد تقديراً واسعا فى مجتمعاتهم، فذاك البصير الذى يجبر الكسور ويعيدها بسلاسة الى مكانها الصحيح ويتابع حالة المكسور حتى يمن الله عليه بالشفاء التام، وهذا إشتهر بعلاج الأمراض الباطنية وذاع إسمه بين الناس بالعشاب أو من يعالج الأمراض بالأعشاب والنباتات الطبية التى تطيب بها أرضنا الطيبة، لتصبح علاجا للفقراء والمساكين، يقدم لهم وصفة طبية ناجعة لعلاج كثير من الأمراض بتوفيق ربانى جدير بالتوقف عنده.
فكيف بإنسان لم يتلق فى حياته درسا واحداً عن الطب والتطبيب تجده يقدم وصفة علاجية تكون سببا فى شفاء مريض ظل يشكو من الألم لفترات طويلة، فهاهو أمام شخص عادى ليس أمامه أحد أدوات الطب المعروفة للفحص السريرى أو الفحص المعملى فقط منحه الله عطاء وحكمة و أمتلك خبرة وتجربة مبهرة فى التعامل مع الأعشاب عرف بعض خصائصها فكانت له عونا فى أن يشتهر بين مجتمعه بأحد فنون العلاج الطبيعى، وهذه الشهرة لم تكن وليدة صدفة بل صابر هذا الشخص ليصل إلى هذه المرحلة فمنهم من يقول لك : والله ياولدى أنا الشغله دى ورثتها من والدى ووالدى كذلك ورثها من والده وهكذا يتوارث الأبناء عن الآباء.
وآخر عندما تسأله من أين تعلمتك هذا العمل؟ يقول لك : والله ياولدى جاتنى الشغله دى هبه ساكت من ربنا!!! عرفت كيف الله أعلم بذلك، وبعدها بدأت رحلة علاج المرضى وشويه شويه بدأت العلاجات تفيد المرضى واستجابت كثير من الأمراض للعلاج بالأعشاب، وواصلت عملى هذا بعد أن اكتسبت سمعة وخبرة جعلت الناس يثقون فى الوصفات التى أعالجهم بها، ولله الحمد على ما هبنا من خبرة ساعدتنى فى علاج كثير من الأمراض، وهكذا يمن الله على بعض من عباده بمثل هذه العلوم والمعارف لتكون سببا فى إكتشاف بعض الأدوية والعقاقير الطبية لعلاج بعض الأمراض التى ربما لايستطيع الطب الحديث علاجها أو حتى كشف أسبابها الحقيقة.
وبالتأكيد لكل منا حكاية عاشها أو سمع بيها عن مثل هؤلاء الأشخاص الذين أشتهروا بتلك الهبات الربانية، ففى حلتنا عندما يصاب أحد الشباب فى ميدان كرة القدم أثر إصابة فى الرجل أو اليد أو الكتف، يحمله أصدقاؤه إلى منزل البصير ليحدد لهم الإصابة، هل هى كسر أو رضوخ أو زوغان، فلكل واحد من هذه المسميات طريقة للتعامل معها تختلف عن أخرى، فإن كان كسرا فيعامل معاملة خاصة بارجاع الكسر إلى مكانه وغسله بالماء الساخن ومن ثم تجبيره و”التجبير” هو إحاطة مكان الكسر بعدد من الاعواد الصغيرة لتثبت مكان الكسر حتى لا تنثنى الرجل أو اليد وتكون فى وضع مستقيم لفترة قد تصل إلى ثلاثة أسابيع.
ويفك التجبير بعد تلك الفترة ويكون الكسر قد جبر مع بعضه البعض وعندها يسمح لك بالتعامل مع الأشياء فى حدود معينة حتى لا يرجع الكسر مرة أخرى، ويوصى البصير أهل والمكسور بأن يتناول بعض الأغذية المهمة مثل الترمس، والفول السودانى، والبلح، والدجاج البلدى، لأنها تساعد فى علاج الكسور لفوائدها الغذائية والصحية الكثيرة، ومن جانب آخر يتسابق الأهل والأصدقاء والجيران بزيارة المكسور والدعاء له بعاجل الشفاء ويحمل البعض منهم بعض الأطعمة والمشروبات التى يحتاجها المريض، ويحاط المكسور بعناية فائقة ويحظى باهتمام دائم لتخفيف الألم الذى يلازمه خاصة فى عند حلول الليل.